رشان أوشي تتساءل هل ينجح كامل إدريس في إنقاذ ما تبقّى؟
اعتبرت الصحفية والكاتبة السياسية رشان أوشي أن السودان يمرّ اليوم بفرصة نادرة لإعادة ترتيب مراكز القوى بعد تهاوي النظام السياسي التقليدي ودخول البلاد في حالة غير مسبوقة من السيولة والفوضى منذ اندلاع حرب 15 أبريل.
وفي مقال جديد بعنوان “حتى نستعيد الدولة”، قالت أوشي إن ما كان يبدو مفاجئاً من المتغيرات خلال الحرب، كان في الواقع جزءاً من ترتيبات يجري الإعداد لها منذ سنوات، محذّرة من أن تفوق “العدو” اعتمد على نفوذ مالي ومخابراتي، إلى جانب “انهيار أخلاقي ووطني” وسط النخبة الحاكمة.
وأشادت أوشي بقدرة القيادة العسكرية والسيادية على تحويل الأزمة إلى فرصة، لكنها شددت على أن الأنظار تتجه الآن إلى رئيس الوزراء كامل إدريس الذي يلقى ثناءً شعبياً “ليس لما فعله، بل لما يُنتظر منه”. ودعت إلى التخلي عن سياسة “النعامة” التي طبعت أداء قادة المرحلة السابقة، بحسب تعبيرها.
كما حذّرت الكاتبة من بطء حسم الملفات العالقة، وعلى رأسها ملف اتفاق جوبا الذي وصفته بأنه تحوّل إلى محاصصة عشائرية لا تمثل تطلعات أهل دارفور، مشيرة إلى أن تمسك قادة الحركات المسلحة بمواقعهم الوزارية يكشف صراعاً وجودياً داخل الدولة، يتطلب حسمًا سياسيًا عاجلاً.
وختمت أوشي مقالها بالقول إن السودان لا يحتاج إلى “إعادة إعمار”، بل إلى “إعادة بناء وهيكلة شاملة”، بعيداً عن الشعارات والخطابات، مؤكدة أن نجاح إدريس في مهمته الشاقة سيكون حاسماً لمصير الدولة السودانية ومستقبل مؤسساتها
