التقطوا القفاز من أهل الدامر
بقلم:الفاتح الحسيني
حضرتُ على مدى عدة مواسم رياضية مباريات الدوري الممتاز والدوري العام في ولايات مختلفة من السودان، لكنني لم أجد مكانًا يشبه الدامر، لا في جمالها ولا في جمال أهلها وتعاملهم الحضاري مع الإعلاميين والصحفيين.
في الدامر، عاصمة ولاية نهر النيل، تشعر أنك موضع تقدير منذ اللحظة الأولى لوصولك. الاستقبال الحافل، الاهتمام الإعلامي، والزخم المصاحب للمباريات يجعل من التجربة هناك حدثًا متكاملاً، لا مجرد مباراة تنتهي بصافرة حكم.
في ولايات أخرى، كثيرًا ما يُعامل الصحفي وكأنه مجرد متفرج عابر، لا أهمية له ولا قيمة. يُمنع من دخول الملعب أحيانًا، أو يُترك دون أدنى اهتمام، بينما هو يحمل على عاتقه رسالة عظيمة بنقل الصورة والمعلومة والثقافة المحلية.
أما في الدامر، فالأمر مختلف تمامًا. المسؤولون هناك – وخاصة القائمين على الإعلام – يستقبلونك بترحابٍ كبير، ويوفرون لك سكنًا لائقًا، ويحرصون على تقديم واجب الضيافة بأكمل وجه. لا لأنك ضيف فقط، بل لأنهم يؤمنون بدور الإعلام كجسرٍ بين المدينة والعالم، وكسفيرٍ حقيقي يعكس ملامح ثقافتهم وتراثهم وروحهم الطيبة.
يا من تغلقون بوابات الملاعب في وجه الصحفيين، ويا من تعتبرون الإعلامي خصمًا لا شريكًا، التقطوا القفاز من دامر المجذوب، وتعلموا كيف يكون التعامل الحضاري مع من ينقل صورتكم إلى العالم. فالإعلام ليس خصمًا، بل هو حليف النجاح وشاهد العصر.
الدامر تقدم درسًا بليغًا في الفهم والإدراك لقيمة الإعلام والإعلامي. فهل من مدكر؟
