
رشان أوشي: الحرب أداة لمشروع الهيمنة
حذّرت الصحفية رشان أوشي في مقال جديد من أن الحرب الحالية في السودان ليست مجرد نزاع مسلح، بل تُستخدم كأداة ضمن مشروع أوسع للهيمنة على البلاد، مشيرة إلى أن هذا المشروع لا يعتمد فقط على القوة العسكرية، بل يستغل الفُرص السياسية والضعف الداخلي لتحقيق طموحات غير مشروعة.
وأكدت أوشي أن الصراع الذي تفجّر اليوم كان كامناً منذ توقيع اتفاق جوبا للسلام في 2020، معتبرة أن ما كان يُتجنّب ظرفياً قد انفجر الآن في لحظة سودانية مأزومة.
وانتقدت أوشي بشدة تمسك بعض الحركات المسلحة، وتحديداً تحرير السودان (مناوي) والعدل والمساواة (جبريل إبراهيم)، بحقائب المالية والمعادن، مشيرة إلى أن الاتفاق لم ينص على منح أي حركة ميزة تفضيلية في تقاسم الوزارات، مما يفتح الباب أمام تساؤلات حول النوايا الحقيقية لتلك المطالب.
كما أشارت إلى التحديات التي تواجه رئيس الوزراء في تشكيل حكومة الحرب، معتبرة أن إصرار الحركات على مكاسب معينة قد يُفضي إلى تعميق الانقسام وتعبيد طريق الانهيار.
وخلصت إلى أن الحرب كشفت عن أزمة ثقة عميقة بين شركاء السلطة، مؤكدة أن الدروس المستفادة تستدعي حماية الجبهة الداخلية وتقديم تنازلات حقيقية، خاصة في ظل معاناة السودانيين في دارفور وكردفان من جحيم الميليشيات.
وختمت مقالها بالقول: “الدروس قاسية في هذه الحرب، لكنها مفيدة لمن لديه حكمة وتقدير سياسي صحيحان.”