القصة الكاملة للمواجهات بين الكبابيش والهواوير في مدينة الدبة
الدبة – السبت 5 يوليو 2025
شهدت مدينة الدبة بالولاية الشمالية، الخميس، اشتباكات قبلية عنيفة بين مجموعات مسلحة من قبيلتي الكبابيش والهواوير، أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص وسقوط عدد من الجرحى، في مواجهات استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ما أثار حالة من الذعر بين السكان المحليين.
ووفقًا لبيان رسمي صادر عن لجنة أمن محلية الدبة، بدأت الأحداث بمشكلة محدودة بين شباب من الطرفين، سرعان ما تطورت إلى اشتباكات مسلحة امتدت لعدة مناطق داخل المدينة. وأكدت اللجنة أن القوات النظامية، من جيش وشرطة وجهاز المخابرات، تدخلت بسرعة لاحتواء الموقف، وفرضت طوقًا أمنيًا محكمًا ساعد في تهدئة الأوضاع وإعادة الاستقرار.
وأشاد البيان بدور زعماء القبيلتين من أمراء وعمد ومشايخ، الذين لعبوا دورًا مهمًا في التهدئة، مؤكدًا أن الحادثة فردية ولن تؤثر على النسيج الاجتماعي المحلي، محذرًا في الوقت ذاته من الانسياق وراء الشائعات والدعوات للتصعيد. كما تعهدت السلطات بمحاسبة المتورطين وفقًا للقانون، وأكدت استمرار حالة الانعقاد الدائم لمراقبة التطورات.
من جانبها، نفت الحكومة السودانية – عبر منصة الناطق الرسمي – وجود أي ارتباط للاشتباكات بالنزاعات الجارية في مناطق أخرى من البلاد، مشيرة إلى أن الولاية الشمالية لا تزال آمنة، وأن القوات المسلحة نجحت في فرض السيطرة على الوضع.
وفي المقابل، أصدر اتحاد الكبابيش القومي بيانًا أعلن فيه مقتل ثلاثة من أبناء القبيلة المنتمين للقوات المسلحة خلال المواجهات، مشيرًا إلى أن الاشتباك وقع أثناء التصدي لما وصفه بـ”عصابة تهريب وقود” يُعتقد أن عناصرها من قبيلة الهواوير. غير أن هذه الرواية تتعارض مع تقارير أفادت بأن الاشتباكات بدأت عقب اختطاف أحد شباب الهواوير من قبل عناصر تابعة للكبابيش.
وتأتي هذه الأحداث في وقت يتصاعد فيه التوتر القبلي في عدد من مناطق السودان، ما يثير مخاوف من انزلاق الأوضاع إلى مواجهات أوسع تُهدد الاستقرار المحلي وتُعقّد المشهد الأمني الوطني بشكل أكبر.
