
قلم جاف
لقمان الكنزي
……….
الجريفات.. قرية خلعت عباءة الأمية واستظلت بفئ التعليم.. قصة نجاح ملهمة وتحد كبير
…………
التعليم البديل في السودان يشمل مجموعة واسعة من البرامج التعليمية التي تقدم فرصًا للتعليم خارج النظام التعليمي الرسمي، خاصة للأطفال والشباب الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى المدارس النظامية أو توقفوا عن الدراسة. يهدف التعليم البديل إلى سد الفجوة التعليمية، وتطوير مهارات الشباب، ودمجهم في التعليم الرسمي أو التدريب المهني.
يمكن أن يكون التعليم البديل بمثابة نقطة انطلاق للطلاب للانخراط في التعليم الرسمي في وقت لاحق.
يلعب التعليم البديل دورًا حيويًا في توفير التعليم أثناء النزاعات والكوارث التي تعطل النظام التعليمي الرسمي.
قرية الجريفات.. هذه القرية تعد أنموذجا فريدا في تجربة التعليم البديل على مستوى السودان وقد بدأته في العام ٢٠١٤ واستطاعت بالعزم والإصرار أن تصنع المستحيل في سنوات وجيزة مكنت أبناءها عبر مركز الجريفات من الخروج من عباءة الأمية إلى فضاءات العلم والتميز والنجاحات
نحن إذن أمام تحد كبير وتجربة رائدة وحكاية نجاح كأنها من نسج الخيال
قد يواجه التعليم البديل تحديات في الحصول على التمويل الكافي لدعم البرامج والأنشطة.
والكوادر لكن أهلنا في القرية الواعدة الوادعه فعلوا ما عجز عنه الآخرون وصنعوا الفرق واكسبوا التعليم البديل بريقا والقا
بدأ أهل الجريفات من اللا شيء وتجاوزوا كل حائل في درب التعليم دعما وتنادي وثورة بوجه الأمية حيث إنشاؤا عبر إدارة تعليم الكبار بمحلية المفازه بولاية القضارف مركز الجريفات للتعليم البديل
كان التحدي كبيرا لإقناع الأهالي في مجتمع لم يعرف التعليم النظامي وشباب كادت الأمية أن تهوى بالهم وتلقى به في واد يحيق.. لكن حدث أن أقبل الشباب والنساء واليافعين على المشروع وصنعوا الإعجاز وقام المركز حيث كانت نواته من معلم ومعلمة واحد عشر طالبا يجلسون على الأرض في خيمة قبل أن يحققوا نجاحا منقطع النظير كان فيما بعد محفزا على الاستمرارية ودافعا لاهتمام المجتمع والمنظمات والحكومة ولفت الأنظار إلى الجريفات.
وجد أهل قرية الجريفات بمحلية المفازة أنفسهم أمام تحد كبير وادركوا منذ البداية أهمية التعليم واستشعروا حجم المسئولية واستنفروا كل الجهود وسخروا كل الإمكانيات لإنجاح مشروع مركز الجريفات للتعليم البديل وقد كان لهم ما تمنوا..
تحولت الخيمة التي كانوا يستغلونها كفصل دراسي إلى فصل من المواد المحلية (راكوبة) وتدرجوا إلى فصل من الزنك قسم من الداخل إلى قسمين ليستوعب مستووين دراسيين.. ومن ثم عبر تدخل المنظمات وتحديدا منظمة ( زوي) تمت إضافة وحدة تعليمية تشمل فصلين ومكتب بالمواد الثابتة لتبلغ جملة الفصول ثمانية فصول منها ثلاثة فصول بالمواد المحلية واثنان بالزنك واثنان بالمواد الثابتة وفصل اول على الارض يجلس طلابه تحت شمس الله في الشتاء والصيف..
المركز الذي كان حلما يراود أهل القرية أصبح منارة شامخة على مستوى المحلية والولاية والبلاد.. لكن مايؤرق القائمين عليه بعض المعوقات التي أبرزها تسكين المعلمين الذين أمضوا أمضوا قرابة العشر سنوات بلا وظيفة.. ويعملون بجد واجتهاد حتى لا تنطفئ شعلة التعليم التي اوقدوها.. هذا بالإضافة إلى إكمال النواقص في الفصول الدراسية والاجلاس وتسوي المركز وغيرها.. فالرسالة التي يمكن أن نصيغها عبر القلم الجاف ونود إيداعها في بريد حكومة الولاية والمحلية والمنظمات والمجتمع هي ضرورة تسكين المعلمين في وظائف تتبع لإدارة التعليم بمحلية المفازة و الدفع بالتجربة عبر استقطاب الدعم الحكومي ودعم المنظمات لمعالجة مشكلات مركز الجريفات للتعليم البديل رسالتنا لمجتمع الولاية ومجتمع السودان بصورة عامة أن اجعلوا من المركز أنموذجا واستلهموا الفكرة والتجربة من أهالي الجريفات مع العلم ان المركز قد خرج الكثيرين ودفع بالبعض منهم إلى الجامعات ومنهم من عاد إلى المركز معلما
ختاما بد من تحية اجلال والكبار لكل من كانت له يد في هذا الإنجاز.. فشكرا جميلا جزيلا لإدارة تعليم الكبار بمحلية المفازة.. وشكرا الداعمين من المنظمات وعلى رأسها اليونيسيف ومنظمة زوي.. وشكرا جزيلا للأستاذ القامة الصادق بريمة الذي أرسى دعائم هذا المشروع وظل يتعهد بالرعاية وشكرا لمجتمع الجريفات الذي احتفى بالتجربة وصنع منها نجاحا كبيرا.. والمعلمين الذين بذلوا لأجل المشروع الجهد والوقت ولايزالون
والقاكم…
………….