الاخبار

عبدالمنعم شجرابي يكتب: أم الصحفيين

خرطوم سبورت

ْ *أضرب وأهرب*

أم الصحفيين

*** تشق السوق العربي من موقف المواصلات لتعبر شارع القصر وتواصل عابرة شارع المك نمر لتكون صحيفة المشاهد شرق السفارة النيجيرية محطتها الأخيرة

*** هذا هو مشوارها اليومي وعلى رأسها ( قفة ثقيلة ) لتبدأ بعده في تجهيزات الفطور والغداء وترتيبات وطلبات الشاي والقهوة بعين على ( الحلة ) والأخرى على ( الكفتيرة ) ولا ( جغمة باردة ) إلا من ( ماسورة المطبخ ) بغسل ( صحن ) أو ( كباية )

*** حاجة اللازمة أرملة ( اتحزمت واتلزمت ) لتربي وتعلم وحسن حظ الصحافة والصحفيين هو الذي قادها سيدة ( لبوفيه ) صحيفة المشاهد ومنه ( تأكل عيشها ) وبه تطعم وتسقي ( وتصنع الحب ) واقفة أمام نيران ذات لهب

*** سبقتني هي للدار وعند تعاقدي رئيس تحرير للصحيفة وكنت متوقف عن ( المكيفات ) دخلت عليّ ساعة دخولي وخيرتني بين الشاي والقهوة وتحت إصرارها ومن باب ( جبر الخواطر ) اخترت ( قهوتها ) ليعود لي ( مزاجي اليومي ) للقهوة وإلى الآن

*** ما كانت اللازمة فالمناداة كانت حاجة اللازمة أو خالتو اللازمة وبدورها تنادي يا أستاذ ويا سيد ويا ولدي ويا بتي والاحترام الكامل يخرج إليها ويعود منها ومكانها عامر بأهل الدار وضيوفهم والمكاتب المجاورة وتحديداً صحيفة الصحافة

*** تعودت المشاهد إقامة الاحتفال بعيد الأم بترتيبات زاهية وإخراجها باهية وكانت الأم في ذلك اليوم هي ( أم الصحفيين ) حاجة اللازمة ومع صفحة الاحتفال الصادرة تتربع صورتها على الصفحة الأولى بالعدد الصادر

*** حاجة اللازمة الأرملة العصامية خرجت صابر الطبيب بأمريكا وسيدة المراجعة القانونية وفي تخصصات أخرى كانت سامية وعفاف ومحي الدين

*** بكيت أمس خبر وفاتها وهي نازحة بعطبرة ..

بكيتها لأنني لم أكن مشيعاً،

بكيت وأبنائي وبناتي وزملائي بالمشاهد من هم داخل وخارج السودان يبكون وجميعنا يرسل ويتقبل التعازي

ولا زال دمعي يجري

*** ( أم صابر ) لك الرحمة والمغفرة وجنات الرضوان العلا

إنا لله وإنا إليه راجعون

عبدالمنعم شجرابي ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى