
أماني الطويل وخطة البرهان
متابعات _خرطوم سبورت
اعتبرت الكاتبة والباحثة المتخصصة في الشؤون الإفريقية، أماني الطويل، أن السودان يعيش مرحلة دقيقة تتسم بـ الغموض السياسي، مؤكدة أنه لا يمكن الجزم بأن الأزمة تتجه نحو الانفراج أو نحو مزيد من التعقيد. وأشارت إلى أن حالة التنازع بين القوى السياسية المختلفة تعكس تضاغطاً واضحاً في الإرادات داخل المشهد السوداني.
زيارة البرهان إلى سويسرا وخارطة الطريق الجديدة
وفي مقابلة مع قناة الجزيرة مباشر، كشفت الطويل أن زيارة رئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، إلى سويسرا، حملت في طياتها عرضاً لخارطة طريق جديدة. وأوضحت أن ما تم تسريبه حول هذه الخارطة أثار حالة من التوجس لدى حلفائه العسكريين، خصوصاً القوات المنتشرة في مدينة الفاشر، التي تُعد من أبرز مراكز الثقل العسكري في السودان.
تصريحات البرهان ورسائل التطمين
وبيّنت الطويل أن التصريحات الأخيرة للبرهان بشأن استمرار العمليات العسكرية جاءت كرسالة تطمين لشركائه في الميدان. وفي المقابل، أشارت إلى أن مالك عقار، نائب رئيس السلطة القائمة، يسعى إلى إعادة تموضعه داخل المعادلة السياسية المقبلة بعد فترة من الغياب عن دائرة التأثير المباشر.
إعادة هيكلة الجيش وتقليص نفوذ الإسلاميين
وأكدت الطويل أن ملف إعادة هيكلة القوات المسلحة السودانية ما يزال مطروحاً بقوة في خارطة الطريق المقترحة، معتبرة أن الخطوة تمثل محاولة من البرهان لتقليص نفوذ التيار الإسلامي داخل المؤسسة العسكرية. لكنها شددت على أن استبعاد الإسلاميين بشكل كامل من المشهد السياسي والعسكري أمر غير ممكن، موضحة أن ما يجري هو التعامل مع أحد أجنحة هذا التيار بهدف تحييد الآخر.
صفقات تسليح محتملة مع باكستان
كما تناولت الطويل ما تم تداوله بشأن صفقات تسليح محتملة بين السودان وباكستان لصالح الجيش السوداني، لكنها أشارت إلى أن هذه المعلومات لم يتم التحقق من صحتها بعد. ورجّحت في حال ثبوتها أن تكون تلك الصفقات قد تمت بدعم وإشراف مباشر من الولايات المتحدة.
السودان ليس ليبيا ولا يتجه نحو التقسيم
وفي ختام حديثها، شددت أماني الطويل على أن الوضع في السودان لا يشبه السيناريو الليبي، مؤكدة أن البلاد لن تنزلق نحو التقسيم. وأوضحت أن القوى الدولية والإقليمية غير مرتاحة لحالة التفكك العسكري، مشيرة إلى أن أي تسوية سياسية مرتقبة يجب أن تراعي مصالح جميع الأطراف لضمان تهدئة الأوضاع واستعادة التوازن السياسي.