
من وحي زيارة الفريق أول البرهان لكردفان
محمداحمد ميجو
رمية قبل المزيكا:
كما يتسرّب الضوء شفيفاً
صوب سطح البحر
وهو محمّل’’ بروائحِ القمر
النبيِّ خلاصة السحر
غناء النشوةِ الكبرى.
وهفهفة العناصر في تراكيب الضياء
تتصاعدُ الأرواحُ في الأمواجِ
وهي ترتّلُ الغصِّة شيئاً من
خواص الماء في فضاء الرهبة الصدفيةِ اللا لون
ومقيات الفيجعة.. ، والفراغ
العاطفيِّ الوطنيِّ…
في لحظات مليئة بالتوجس والترقب وتداخل القراءات لما هو كائن وما سيكون تابع الشارع السوداني الزيارة التي قام بها الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الي مدن ولاية شمال كردفان بارا المحررة حديثا والابيض حاضرة الولاية التي تموج اطرافها الغربية والشمالية بالعمليات العسكرية مع مليشيا آل دقلو الإرهابية وهذه الزيارة في هذا التوقيت بالذات لها الكثير من الدلالات على مستوى سيرورة وصيرورة الحرب الدائرة وخصوصا ان حكومة الامل التي يتراس مجلس سيادتها الزائر قد جرت تحت جسورها غزيز مياه من اللقاءات التي تمت مع شخصيات ذات أوزان ثقيلة على المستوى الإقليمي والمحلي والعالمي فضلا عن تقاطعات السعي المسعور لحكومة تاسيس الاسفيرية التي لم يحافلها الحظ في تحقيق نقطة واحدة في محيط الاعتراف الاممي والمحلي كحكومة رديفة او منازلة لحكومة الامل التي تتمتع بكل الممكن رغم عدم اكتمال مؤسساتها المسوغة لتسميتها حكومة مدنية وفق المعايير المعروفة للحكومات المدنية !!
البرهان قدم الي ديار الفرسان كردفان وترك وراؤه في الخرطوم تتناوشها اوبئة الضنك والحميات وهي تخرج توا لتترسم خطاها من عذابات وانتهاكات رسل الشر من آل دقَلو ومن شايعهم من العملاء عابري القارات ومنسقي الحرب الهجين!
استقبلته شمال كردفان (بارا والابيض) بالتهليل والتكبير استقبالا أوضح ما في قراءته انه استفتاء لمحبة شعب بمختلف اطيافه لقائده اتخذ من شمال كردفان نموذجا.. وكيف لا وهي -شمال كردفان- وهي التي اجزل الله لها العطاء بأن منحها الصنديد (عبد الخالق) واليا والهجانة جيشا والمشتركة والدراعة والبراؤن اسنادا..
عطفا على الدلالات العميقة للزيارة فهي اتت والقوات المسلحة والمساندة تحقق انتصارات مبهجة في محاورها الغربية في كازقيل وام صميمة والعيارة وابوقعود ومحور الخوي والنهود مع تشظيات وانقسامات حادة وعميقة في صفوف المليشيا التي تعاني التمييز والعنصرية في التسليح والعلاج لمصابي العمليات مع النقص الحاد في المؤن فضلا عن التراجع الإيماني لمقاتليها بما تتذرع به كونها تقاتل من أجل (قضية) وهي تبحث عن ديمقراطية لا يدرك اغلب مقاتليها الدلالة القيمية لهذه المفردة في القاموس السياسي..!!
لا يوجد تفسيرا لهذه الزيارة اقل من كون الفريق أول البرهان جاء ليقول لهم_ وبجعبته جيشا كجنح الليل ارخي سدائله..
….
ان وجود الأثر يدل على وجود المسير.. ووجود (البعر) يدل على وجود البعير.. وان ابلغ العظات السير في الفلوات والنظر الي مكان الأموات..!!(جثث امكعوك التي غطت سهول كردفان )
فهو جاء فقط ليهنئ ويبارك نهاية التمرد بشمال كردفان وجيوبه في دار الريح وان حضوره لايعد كونه تحريرا لشهادة وفاة المليشيا بالولاية والفاشر(شنب الاسد) مرمي حجر ومحط انتصار..