الاخبار

محمد سعيد الصحاف يكتب : العودة إلى الخرطوم… ما بين الحنين وتحوّلات المدينة

خرطوم سبورت

محمد سعيد الصحاف يكتب :
العودة إلى الخرطوم… ما بين الحنين وتحوّلات المدينة

الحديث عن العودة إلى الخرطوم لم يعد مجرد فكرة عابرة. هو شعور يلازم الكثيرين ممن غادروا المدينة مكرهين، وتركوا خلفهم ذكريات، وبيوتاً، وأماكن كانت جزءاً من يومهم العادي. ومع كل تغير يحدث، يتجدد السؤال: هل حان وقت العودة إلى الخرطوم ؟ هذا السؤال لم يعد مجرد نقاش عابر ، بل أصبح محور حديث الكثيرين الذين غادروا العاصمة وهم يحملون معها ذكريات و أمانٍ معلّقة.

*حنين لا يمكن تجاهله*

الخرطوم، رغم ما تعرضت له، ما زالت تحتفظ بمكانتها في وجدان أهلها. فالمدينة ليست مجرد شوارع وجسور، بل حياة كاملة : رائحة الخبز في الصباح، بائعات الشاي على النواصي، ضجيج الأسواق القديمة، وصوت النيل وهو يمر بهدوء بين مدنها الثلاث. هذا المخزون العاطفي يجعل التفكير في العودة خطوة مشحونة بالشوق قبل أي شيء آخر.

*مدينة تغيّرت… لكن لم تنكسر*

في المقابل، يدرك الجميع أن الخرطوم الحالية ليست الخرطوم التي غادروها. البنية التحتية تأثرت، والمشهد السكاني تبدّل، والخدمات الأساسية لم تعد في وضعها المعتاد . ومع ذلك، تظهر بين حين وآخر مؤشرات حياة تعيد الأمل في قدرتها على التعافي، سواء عبر جهود الأهالي أو مبادرات صغيرة أو من الحكومة ممثلة في لجنة ( تهيئة بيئة العودة بقيادة الفريق جابر و والي الخرطوم و أركان حربهم )
و التي بدأت تعيد للمدينة جزءاً من حيويتها.

*دوافع العودة*

الرغبة في الرجوع لا تأتي من الحنين وحده. هناك من يرى أنه حان الوقت لإعادة ترتيب الحياة، والاقتراب من الأسرة، واستعادة الاستقرار. بينما يعتبر آخرون العودة خطوة رمزية، تعني الوقوف مع المدينة في لحظة تحتاج فيها إلى من يتمسّك بها.

*مخاوف لا يمكن إنكارها*

ورغم الشغف بالعودة، تبقى الأسئلة الأمنية والخدمية حاضرة بقوة. كثيرون ينتظرون تحسناً ملموساً قبل اتخاذ قرار حاسم، وآخرون يراقبون ظروف العمل والدراسة وفرص الحياة اليومية. فالعودة، في نهاية الأمر، ليست قراراً عاطفياً فقط، بل عملية حسابية دقيقة تحددها الظروف على الأرض.

*بين الأمس و الغد*

ما يجمع كل هذه الأصوات هو قناعة واحدة: الخرطوم، مهما تغيّرت، تحتفظ بروحها. والعودة إليها ليست مجرد انتقال جغرافي، بل إعلان أمل في أن المدينة ستنهض، وأن ما تهدم يمكن أن يُبنى من جديد عندما تتوفر الإرادة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى