
عبدالرحمن سورتود يكتب : النهب السياسي .. من سلسلة “*كنا نسمع*”
….
في المقالين السابقين من سلسلة ( كنا نسمع ) كتبنا عن “*سرقة الحروب* ” وكيف أن طرفاً ثالثاً ” طفيلي ” يجد حرباً جاهزة ويختطفها ويغير هدفها وشعارها الى اهدافه وشعاراته الخاصة ويسوق الناس بها ! .
ثم كتبنا عن “*الحرب القارية*” بعد ان كنا نسمع فقط عن الحروب الاهلية والحروب العالمية ، وكيف أن كل طرف من اطراف هذه الحرب اصبح يستنجد بحواضنه من اطراف وأقاصي القارة ليس فقط للقتال إنما للاستيطان !! .
وكذا – الآن – نسمع جديداً من السيد حاكم إقليم دارفور عن ” *النهب السياسي*” بعد أن كنا نسمع فقط عن النهب المسلح ونهب الشفتة ونهب الهمبتة .. !!
ففي تصريح متداول ومنقول عن حاكم اقليم دارفور السيد مني اركو مناوي يقول فيه إن النهب الذي حصل في سوق مدينة نيالا مؤخراً ليس نهباً قصد منه نهب السلع كما يحصل دائما في المدن اثناء الاجتياحات حيث لم يكن هناك اجتياح في نيالا وقت حصول النهب ، ثم لم يكن نهبا قام به المتفلتون في الشوارع كما يحصل في مثل هذه الظروف .. انما هو نهب ممنهج و”*سياسي*” قامت به قوات التمرد بأزيائهم المدنية قاصدين منه كبار التجار في مدينة نيالا لان اغلب تجار مدن دارفور – كما هو معلوم عند الجميع – من اثنيات معينة ، اثنيات لها مواقفها الان ضد التمرد ، ثم زاد وقال : ولم يكن المقصد بنهبهم هو إفقار رموز هذه الاثنيان أو اضعاف أعيانهم الاجتماعية والاقتصادية كما بتبادر الى الاذهان.. كلا .. انما تم نهبهم وترويعهم لاجبارهم على الرحيل من مدينتهم وموطنهم الاصلي وافراغ المدينة منهم ومن حواضنهم واحلال اناس غرباء في المدينة بدلهم .. !!
هكذا قال ، وهكذا سمعنا النهب السياسي وزدنا نوعا جديدا من انواع النهب المسلح !.
وسورتود يحييكم ،،،،











