الاخبار

هل أعاد البرهان أبو نمو الى المشهد ؟ 

خرطوم سبورت

هل أعاد البرهان أبو نمو الى المشهد ؟

متابعات_خرطوم سبورت

أفادت مصادر مطلعة أن رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أصدر قراراً بتعيين وزير المعادن السوداني السابق والقيادي البارز في حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، محمد بشير أبو نمو، سفيراً بوزارة الخارجية.

ويأتي هذا التعيين في توقيت سياسي حساس، وسط تطورات متسارعة تشهدها الساحة السودانية داخلياً وخارجياً، وبعد فترة من الجدل الذي صاحب اسم أبو نمو خلال الأشهر الماضية.

جدل سابق حول عودته للحكومة

أثار محمد بشير أبو نمو جدلاً واسعاً في يوليو الماضي، عقب تداول أنباء إعلامية تحدثت عن رفض إعادة تعيينه وزيراً للمعادن ضمن ترتيبات اتفاق حركات دارفور، بدعوى عدم تجاوزه الفحص الأمني. غير أن هذه الروايات قوبلت بنفي قاطع من قبل مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة جيش تحرير السودان، الذي أكد أن ما تم تداوله لا يستند إلى معلومات صحيحة.

وأوضح مناوي حينها أن مرشح الحركة لم يتم استبعاده بسبب أي اعتبارات أمنية، مشيراً إلى أن بعض المنصات الإعلامية ساهمت في تضخيم معلومات غير دقيقة.

دور بارز في مشاورات جدة

خلال فترة توليه منصب وزير المعادن، لعب أبو نمو دوراً محورياً كرئيس لوفد الحكومة السودانية في مشاورات جدة. وفي تلك المرحلة، أوصى الوفد بعدم مشاركة السودان في مباحثات جنيف، وهي التوصية التي تبنتها الحكومة لاحقاً في بيان رسمي أعلنت فيه عدم مشاركتها.

وكشف أبو نمو في تصريحات صحفية تفاصيل المشاورات التي جرت مع الجانب الأمريكي، موضحاً أن التوصية بعدم الذهاب إلى جنيف جاءت نتيجة تقييم شامل للموقف السياسي والتفاوضي.

قرار جماعي لا فردي

أكد أبو نمو أن قرار عدم المشاركة في جنيف لم يكن قراراً فردياً، بل جاء ثمرة عمل فريق متكامل ضم ضباطاً من القوات المسلحة، ودبلوماسياً مخضرماً من وزارة الخارجية، ومسؤولاً من جهاز المخابرات مختصاً بملف الولايات المتحدة وأوروبا، إضافة إلى مستشار قانوني من وزارة العدل.

وشدد على أن تحميله المسؤولية منفرداً أو مخاطبته بالمفرد في هذا الملف أمر غير دقيق، لأن الموقف النهائي صيغ بصورة جماعية داخل الوفد الحكومي.

انتقادات للتدخلات الخارجية وتعدد المنابر

انتقد أبو نمو تعدد المنابر الإقليمية والدولية والتدخلات الخارجية الساعية لإنهاء الأزمة السودانية، معتبراً أنها تضر بالعملية التفاوضية وتربك المشهد السياسي. وأوضح أن غياب التنسيق وتضارب الأجندات بين هذه المنابر يضعف فرص الوصول إلى حلول واقعية.

وأشار إلى أن ما جرى في جنيف لا يمكن وصفه بالمفاوضات، لغياب أحد أطراف الصراع، مؤكداً أن الحضور اقتصر على قوات الدعم السريع دون وجود الطرف الحكومي.

موقفه من توسعة منبر جدة

وفيما يتعلق بتوسعة منبر جدة، أوضح أبو نمو أن الوفد الحكومي لم يُناقش في هذا الأمر بصورة رسمية، متسائلاً عن جدوى المطالبة بالتوسعة خارج جدة إذا كانت مطلوبة بالفعل. وأكد أن غياب الإجماع بين الجيش وقوات الدعم السريع، وعدم وضوح الأطراف المعنية بالتوسعة، يجعل تحميل الوفد مسؤولية فشلها أمراً غير منطقي.

تصريحات سابقة حول نهاية الحرب

قبل نحو عام، أدلى أبو نمو بتصريحات أكد فيها أن الحرب في السودان تقترب من نهايتها، مشيراً إلى أن الجيش يعمل على تغيير موازين القوى على الأرض. وأضاف أن أي دور عسكري أو سياسي لقوات الدعم السريع سيتلاشى مع تقدم العمليات، في إشارة إلى التحولات الميدانية التي كانت تشهدها البلاد في ذلك الوقت.

تعيين دبلوماسي في توقيت حساس

يُنظر إلى تعيين محمد بشير أبو نمو سفيراً بوزارة الخارجية باعتباره خطوة تحمل أبعاداً سياسية ودبلوماسية، خاصة في ظل سعي السودان لإعادة ترتيب علاقاته الخارجية وإدارة ملف التفاوض الإقليمي والدولي في مرحلة بالغة التعقيد.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى