
رشان أوشي: مشروع الأمل يتعثر في دهاليز المحاصصة
الخرطوم – 30 يونيو 2025
حذّرت الصحفية والمحللة السياسية رشان أوشي من خطورة تفجّر الخلافات حول نسب تقاسم السلطة المنصوص عليها في اتفاق جوبا للسلام، معتبرة أن الجدل المتجدد حول “نسبة الـ25%” يعكس اختلاطاً بين المصالح السياسية والطموحات الشخصية، وتشويشاً متعمداً على طبيعة الاتفاق وأبعاده السيادية.
وقالت أوشي في مقالها المعنون “اليوم الحالي.. وحيلة النعامة!”، إن نائب رئيس لجنة الوساطة بدولة جنوب السودان، د. ضيو مطوك، حسم الجدل بتأكيده أن نسبة الـ25% المخصصة في الاتفاق هي حق مشترك لجميع الأطراف الموقعة، وليست حكراً على طرف بعينه.
وركّزت الكاتبة على أن الصراع الدائر اليوم حول نسب السلطة لا يدور بين الدولة والحركات المسلحة كما يُروّج إعلام حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، بل بين هذه الحركات نفسها، مشيرة إلى أن التفوق الإعلامي لحركة مناوي لم يُترجم إلى دعم شعبي أو دولي، بل انقلب إلى “نقمة” فضحت حقيقة سعي هذه المجموعات وراء السلطة والثروة على حساب القضية الوطنية.
وتطرقت أوشي إلى ترشيح نورالدائم طه المقرب من مناوي لمنصب وزير المعادن، واعتبرت أن هذا الترشيح يمثل نموذجاً للصفقات السياسية التي تغلّب الولاء الشخصي على الكفاءة.
كما انتقدت بشدة تردد رئيس الوزراء د. كامل إدريس في التدخل لحسم هذا الخلاف، معتبرة أن إبقاء نسبة الـ25% دون توزيع يشير إلى هشاشة مشروع “الأمل” الحكومي أمام أول اختبار، متسائلة عن قدرة هذه الحكومة على مواجهة تحديات الحرب والانهيار الاقتصادي إن عجزت عن ضبط بيتها الداخلي.
وختمت أوشي بدعوة حاسمة لرئيس الوزراء لتحمل مسؤوليته كاملة، واتخاذ قرارات مصيرية تضع حداً لصراع المليشيات، دون اللجوء إلى سياسة “دفن الرأس في الرمال”.