
رشان أوشي: حكومة الأمل وهمٌ سياسي والسماسرة يختطفون القرار في ظل فراغ خطير
الخرطوم – 10 يوليو 2025
وصفت الصحفية والمحللة السياسية رشان أوشي المشهد السوداني الراهن بأنه “مسرح عبث”، مؤكدة أن الشعب السوداني هو الغائب الأكبر في معادلة السلطة والصراع الدائر بين النخب. وقالت أوشي في مقال جديد إن ما يُسمّى بـ”حكومة الأمل” التي يتحدث عنها البعض لم تُقدّم أي مؤشر حقيقي على وجود مشروع واضح أو خطة بديلة تنقذ البلاد من الانهيار.
وانتقدت أوشي أداء رئيس الوزراء د. كامل إدريس بعد مرور أربعين يومًا على أدائه القسم، مؤكدة أن الأزمات تفاقمت، والوضع الاقتصادي تدهور، بينما لم يُعلن عن برنامج حكومي جاد، مضيفة: “تغيّر الرجال ولم يتغير الفشل”.
وحذرت من خطر الفراغ السياسي الحالي، معتبرة أنه يشكّل بيئة خصبة لتوسّع نفوذ “جماعات السماسرة” التي تسعى لاختطاف القرار السياسي والمؤسسات الدستورية، مستغلةً حالة الحرب وانشغال الفصائل المسلحة والقيادات العسكرية بالصراع على الوزارات السيادية، مثل المالية والمعادن.
ورأت أوشي أن ما يجري في بورتسودان حالياً ليس حدثًا عابرًا بل نتيجة لمسار طويل من تفكك الدولة وتغوّل المصالح الخاصة على حساب معاناة الشعب، في ظل تغييب متعمّد للقوى السياسية الوطنية وانكماش دورها.
وخلصت إلى أن هذا المسار لا يقود إلى حكومة أمل، بل إلى شلل سياسي وسيطرة كاملة لما سمّته بـ”فصيل السماسرة”، محذّرة من تهديد مباشر للأمن القومي السوداني، وداعية القوى السياسية الموالية للجيش إلى الخروج من دائرة الصمت وتعزيز حضورها في معركة الحفاظ على السيادة والقرار الوطني.