تقرير دولي: اقتصاد السودان يواجه انهيارًا كارثيًا
كشف تقرير حديث صادر عن المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية (IFPRI) أن الحرب الدائرة في السودان منذ أبريل 2023 تسببت في انهيار اقتصادي واسع النطاق، مع تحذيرات من أن استمرار النزاع قد يؤدي إلى انكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تصل إلى 42% بحلول نهاية عام 2025.
تبعات الحرب: دمار للبنية التحتية وهروب رؤوس الأموال
ووفقًا للتقرير، فإن الحرب أدت إلى توقف العديد من الأنشطة الاقتصادية الحيوية، بما في ذلك الزراعة والصناعة والخدمات، ما تسبب في تدهور الأمن الغذائي وزيادة معدلات الفقر والبطالة. كما أشار التقرير إلى هروب الاستثمارات الأجنبية وارتفاع تكاليف المعيشة بشكل غير مسبوق.
القطاع الزراعي في مهب الريح
أفاد المعهد بأن القطاع الزراعي، الذي يمثل العمود الفقري لاقتصاد السودان، تضرر بشدة نتيجة النزاع المسلح، ما أدى إلى تراجع الإنتاج الغذائي واعتماد شريحة كبيرة من السكان على المساعدات الإنسانية.
دعوات دولية لإنهاء الحرب وتجنب الانهيار الكامل
في ظل هذه المؤشرات المقلقة، دعا المعهد المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية والإنسانية لإنهاء الحرب في السودان وتقديم الدعم العاجل لإنقاذ الاقتصاد السوداني من الانهيار الكامل.
هل يدخل السودان في مرحلة “الاقتصاد المنهار”؟
يعكس التقرير الصادر عن IFPRI خطورة الوضع الاقتصادي في السودان، والذي لم يعد مجرد أزمة مؤقتة بل يقترب من أن يصبح انهيارًا طويل الأمد إذا لم تُتخذ إجراءات سياسية واقتصادية عاجلة. فمع تآكل الناتج المحلي، وتوقف عجلة الإنتاج، وتفاقم الاعتماد على المساعدات الإنسانية، يواجه السودان سيناريو مشابهًا لاقتصادات انهارت بسبب الحروب المزمنة، مثل الصومال وسوريا.
الأزمة الحالية لا تؤثر فقط على النمو والمؤشرات الاقتصادية، بل تهدد النسيج الاجتماعي واستقرار الدولة نفسها. وإذا لم يُكسر الجمود العسكري والسياسي قريبًا، فإن إعادة بناء الاقتصاد السوداني قد تستغرق عقودًا، خاصة في ظل هروب العقول والاستثمارات وتفكك مؤسسات الدولة.
