ضياء الدين بلال : حكاية صحفي سوداني تحدّى الموت من أجل الحقيقة
متابعات_خرطوم سبورت
قصة استثنائية للصحفي السوداني معمر إبراهيم الذي واجه الجوع والاعتقال والتعذيب، لكنه ظلّ ينقل الحقيقة بشجاعة نادرة، ليجسّد أسمى معاني الصحافة الحرة في زمن الصمت والخوف.
معمر إبراهيم.. نموذج للشجاعة في أحلك الظروف
في عالمٍ تتهاوى فيه المواقف أمام الخطر، يبرز اسم الصحفي السوداني معمر إبراهيم كرمزٍ للمهنية والصدق والتجرّد. فبينما يعيش الصحفيون في مناطق الصراع تحت تهديد دائم، أثبت معمر أن الشجاعة ليست غياب الخوف، بل الإصرار على نقل الحقيقة رغم الخوف والجوع والموت.
تقرير ضياء الدين بلال: شهادة حية على ضمير المهنة
كتب الكاتب الصحفي المعروف ضياء الدين بلال مقالًا مؤثرًا عن معمر إبراهيم، قال فيه إن الأخير يستحق جائزة عالمية في ممارسة المهنة من أخطر مناطق العالم، لما أظهره من أخلاقية وتجرد وثبات واتزان رغم المعاناة والجوع والاعتقال.
ووصف بلال معمر بأنه ظلّ ينقل الحقائق بصوتٍ واثق رغم شحوب وجهه ونقص وزنه، ولم يلوّن المعلومات أو يزيّف الوقائع، حتى وهو رهين الاعتقال في قبضة التمرد الذي مارس بحقه التعذيب والإهانة.
صوت الحقيقة لا يُعتقل
ورغم ما تعرض له من قسوة ووحشية، بقي معمر مؤمنًا بأن الصحافة رسالة لا تُؤدى إلا بالصدق والشجاعة، ليصبح شاهدًا حيًا على أن الكلمة الحرة يمكن أن تهزم الرصاص.
وأضاف بلال في مقاله أن الجوع أنهك جسده، لكن لم يُفلّ العذاب عزيمته، فظلّ صوته نقيًّا كضميره، مؤكدًا أن الحقيقة وحدها هي التي لا تُعتقل.
تحليل: لماذا يمثل معمر إبراهيم أيقونة للمهنة؟
يمثل معمر إبراهيم حالة فريدة في الصحافة السودانية والعربية، لأنه:
مارس مهنته في بيئة حربٍ وانفلاتٍ أمني دون انحياز لأي طرف.
التزم بالموضوعية رغم الخطر الشخصي والتهديد المباشر.
جسّد أن الصحافة ليست مجرد وظيفة، بل قيمة إنسانية وموقف أخلاقي.
أعاد التذكير بأن المهنية الحقيقية تظهر وقت الأزمات لا وقت الراحة.
هذا النموذج من الصحفيين هو ما تحتاجه المهنة اليوم — صحفيون لا تُغريهم المناصب ولا تُرهبهم البنادق، لأنهم يؤمنون بأن الكلمة الحرة أقوى من كل طغيان.
الضوء الذي لا ينطفئ
في زمنٍ تغيب فيه الحقيقة وسط العناوين المضللة، يبقى معمر إبراهيم شاهدًا على أن الصحافة رسالة ضمير لا مهنة نجاة.
وإن كان الجوع أنهك جسده، فقد كتب اسمه في سجل الخالدين ممن حملوا القلم كمن يحمل سلاحًا من نور في وجه العتمة.
