محمدابراهيم احمد سالم يكتب : البصيرة التي أنقذت السودان حين اختار ابن عوف القوى الأمين
خرطوم سبورت

البصيرة التي أنقذت السودان حين اختار ابن عوف القوى الأمين
محمدابراهيم احمد سالم
في منعطفات تاريخ الأمم تبرز لحظات مصيرية تكون فيها قرارات الأفراد هي الفيصل بين بقاء الأمة واندثارها والسودان ذلك الوطن العريق عاش واحدة من هذه اللحظات المصيرية عندما أعلن الفريق أول عوض بن عوف تنحيه عن قيادة المجلس العسكري الانتقالي مخاطباً الشعب السوداني بعبارة ستظل محفورة في الذاكرة الجمعية وقد اخترت من أثق فيه لتولي أمر السودان.
لم تكن مجرد كلمات تقال في لحظة انتقالية عابرة، بل كانت بصيرة قائد أدرك حجم المسؤولية وخطورة المرحلة كان يقصد باختياره ذلك السيد الفريق أول عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس السيادة لاحقاً في تلك اللحظة ربما لم يدرك الكثيرون عمق الحكمة في هذا الاختيار لكن الأيام كانت كفيلة بأن تثبت للجميع بُعد نظر ابن عوف
لقد جاء الاختيار موفقاً ليس في شخص القائد فحسب بل في كل ضباط المؤسسة العسكرية
القوى الأمين كما وصفه ابن عوف لم يكن مجرد لقب بل كان وصفاً لدور تاريخي ستمتحنه الأقدار بأصعب المحن فالسودان مرّ بظروف بالغة التعقيد من تحديات اقتصادية خانقة إلى محاولات تفكيك كيانه الوطني وصولاً إلى أعتى هذه المحن وأكثرها دموية تمرد مليشيا الجنجويد التي أقدمت على احتلال مطار مروى في خطوة كانت إيذاناً ببدء حرب شاملة تستهدف الدولة نفسها.
هنا تجلّت حكمة ذلك الاختيار القديم قوة شخصية القائد العام، كما جاء في النص لم تكن قوة الفرد وحده بل كانت تجسيداً لروح المؤسسة العسكرية الأصيلة لقد أثبت القائد ورفاقه في مجلس السيادة من العسكريين عند إندلاع التمرد أنهم خريجو مصنع الرجال وعرين الأبطال الكلية الحربية السودانية لقد أوضحوا للعالم كله ما يعنيه أن يكون الضابط محترفاً، مؤمناً بعقيدته التي هي الله والوطن، مستعداً ليفدي تراب هذه الأرض بدمه.
لولا هؤلاء القادة الصامدون وخلفهم الجنود البواسل الذين يقاتلون في كل الجبهات والشعب السوداني الأبي الذي وقف كالجدار الأشم لكانت الكارثة بتسلم الوطن تسليم مفتاح لنظام أبوظبي وحلفاؤه عبر هذه المليشيا الإرهابية التي لم تأت لتحكم بل لتكون بيدق يمحو هوية السودان وتسلبه سيادته.
الحمد لله الذي جعل لهذا الوطن قوات مسلحة تتحلى بعقيدة راسخة جعلت من حب الله والوطن شعاراً لا يتزعزع والحمد لله الذي منّ على السودان بهذه القيادة القوية التي رغم كل الضغوط والمؤامرات وضعت السودان وشعبه في المقام الأول مقدسةً أمنه واستقراره فوق كل اعتبار.
اليوم ونحن نواجه هذه المحنة نستذكر بكل فخر تلك البصيرة التي قادت إلى اختيار القوى الأمين. فهي تذكرنا بأن معركة السودان هي معركة وجود وأن قيادته وجيشه وشعبه هم حصن الأمان الذي يحفظ للوطن كرامته ومستقبله.










