
باريس سان جيرمان وبيراميدز.. حين تُترجم الرؤية إلى ألقاب قارية
تقرير_خرطوم سبورت
شهد عام 2025 لحظة تاريخية في عالم كرة القدم، حين تُوّج باريس سان جيرمان الفرنسي بلقب دوري أبطال أوروبا، بينما ظفر بيراميدز المصري بلقب دوري أبطال إفريقيا، في إنجاز يُعد ثمرة لمشروعين كرويين طموحين بدأ كل منهما قبل سنوات بهدف واحد: الوصول إلى القمة.
ورغم الاختلاف الكبير بين الناديين من حيث النشأة والتاريخ والبيئة الكروية، إلا أن مشروع كل منهما جسّد نموذجًا ناجحًا في إدارة الطموحات، الاستثمار، وبناء الفرق، حتى تحقق الحلم القاري.
مشروع باريس سان جيرمان: سنوات من الصبر تؤتي أُكُلها
منذ استحواذ صندوق الاستثمار القطري على باريس سان جيرمان في 2011، بدأ النادي الباريسي في رسم ملامح مشروع ضخم يهدف للسيطرة على الكرة الأوروبية. استقطب النجوم، بنى علامة تجارية عالمية، ونجح في فرض نفسه كقوة مهيمنة على الدوري الفرنسي.
لكن النجاح الأوروبي ظل عصيًا لعقود، حتى جاء موسم 2024-2025، حين اكتملت عناصر النضج الفني والتكتيكي، وبرز عثمان ديمبيلي كقائد للمرحلة، محققًا جائزة أفضل لاعب في دوري الأبطال، ومساهمًا في تتويج الفريق لأول مرة في تاريخه بلقب البطولة الأوروبية الأغلى.
اللقب لم يكن فقط تتويجًا لفريق، بل تتويجًا لرؤية، لإدارة صبرت على الانتقادات، واستثمرت في مشروع طويل الأمد، تحوّل اليوم إلى حقيقة ناصعة.
بيراميدز.. الحُلم المصري الذي صار حقيقة
وعلى الجانب الآخر من القارة، سار بيراميدز في طريق مشابه وإن كان أكثر تحديًا. فالنادي الذي تأسس في شكله الحالي عام 2018 لم يكن يومًا من الكبار في الكرة المصرية، لكنه امتلك مشروعًا واضحًا، بدعم إداري ومالي، واستراتيجية تهدف إلى كسر احتكار الأهلي والزمالك للبطولات.
تعاقدات قوية، جهاز فني مستقر، ورغبة في بناء شخصية بطل، كانت كفيلة بوضع الفريق في واجهة المنافسة المحلية، لكن التتويج القاري كان الخطوة التي انتظرها الجميع. وفي موسم 2025، جاء الإنجاز المنتظر بعد التفوق على صنداونز في نهائي دوري أبطال إفريقيا بهدفين دون رد، ليُدوّن بيراميدز اسمه في سجل الأبطال لأول مرة.
ما يجمع الفريقين: وضوح الرؤية، والإصرار
رغم الفوارق في الدوري، الشعبية، والسياقات الجغرافية، يجمع بين بيراميدز وباريس سان جيرمان عامل أساسي: مشروع واضح، واستثمار مدروس. لم يكن النجاح وليد صدفة، بل نتيجة تراكم للخبرات، ووعي إداري بأهمية التخطيط طويل الأمد في كرة القدم الحديثة.
كلا الفريقين كسر حاجز “الوصافة الأبدية”، وتجاوز لحظة “قريب من المجد”، ليقف اليوم على منصة التتويج، ويُعلن أن الطريق نحو القمة ممكن، مهما كانت البدايات متواضعة، طالما توفّرت الإرادة، والرؤية، والإدارة.
إن تتويج باريس سان جيرمان وبيراميدز في عام واحد، يُرسل رسالة لكل الأندية الطموحة: أن النجاح لا يأتي فقط بالتاريخ أو الجماهيرية، بل بالعمل المؤسسي الجاد، والتخطيط الذكي، والصبر على المشروع. وفي عالم تتغير فيه كرة القدم بسرعة، يظل الفارق دومًا في من يملك الحُلم، ويعرف كيف يُحققه.