
أنين قلم
———
✍🏻/حسن اسماعيل تومين
————————-
أيها الأحبة الأكارم أينما كنتم تحية وإحتراما
ها نحن نلتقي أحبتي وقلوبنا تعتصر الألم، وأعيننا تزرف الدمع السخين، ونحن نشهد موات المدائن وغياب الأحبة قسرا، لنرسم بالحرف صور الدمار والخراب الذي طال بلادنا،وبعض من أشكال الشتات، وتلك الأرواح المتطايرة ما بين شواهق المباني وحطامها الذي أصبح عنوانا للبؤس ومصدرا للخوف بعد أن كان مبعثا للطمأنينة والحياة.
وبتلك الروح الغائبة لا ندري أن نبارك لكم عيد الفداء أم نأن على حال هذا الوطن الأضحية لأجل أشياء تفوق تلك العقول التي ضحة به!
اليوم نلتقي رغم كل هذه الصور المبعثرة غاتمة الملامح لننئ بجانب الحزن إلى الحزن نفسه، ولنقف أمام الحقيقة المطلقة التي يتداركها أصحاب الأطماع ويلونونها على حسب مبتقيات أربابهم لتقويض الشعوب وصرفهم عنها وما يؤسف انهم من بني هذه الأرض فكيف إرتضوا لها كل هذا الدمار!
وإن كان للأنين متسع لنشرنا على صحائفه ما لا يوفوق تصوره فلا الحرف يكفي ولا الأسف يجدي.
هنا أمدرمان:
أستوقفتني تلك الطوابي وأنا ألمح من خلال فوهاتها حمم المدافع التي كانت تخرج لتصد أعداء الوطن والغزات المحتلين في زمن سابق، وتحقيق النصر عليهم برغم جبروتهم وقوتهم، وتلك السواعد التي تذود عن الحمى بكل بسالة وشجاعة وإدراك لماهية الوطن، فنمى إلى مسمعي صوت هنا أمدرمان وكأن التاريخ يعيد نفسه ولكن الفرق أن الغزات هم بني السودان أنفسهم تحت أغطية شفافة لا يمكنها إخفاء ما وراءها، مما لا يجعل للنصر طعما ولا رائحة تستحق إستراق الأنفس وإنتعاش الروح، ليذداد الأنين ويرتفع النحيب ويبقى الصدى هنا أمدرمان حيث البسالة والتاريخ.
إتكاءة على شائعة:
لم يذل أصحاب المطامع يروجون لإنقطاع سبل الحياة وإنعدامها في بعض الأماكن المحررة ويوزعون رقاع الخوف والترهيب على من هجروا عنها قسرا حتى لا تدب فيها الحياة مجددا ويقسمون على ذلك، ولكن من رأى ليس كمن سمع، والأنسان هو المعمر لأرض الله، فما كانت المدائن عامرة إلا بوجود الناس فيها، فهم من يقضون على أوبئتها ويقومون بنشر المحبة والتسامح فيها، ويتداركون أمرها فمرحى للذين عادوا لإعمار ديارهم وبعدا للذين يرهبون الناس ويحولون بين عودتهم إليها، وما على الناس إلا أن يحاربوا هذه الشائعات بي طواعية العودة وتلك الإرادة المحضة.
خارج السرب:
ما بين المنطق والعقل مسافة تقف عليها الإنسانية، لتفصل بين الواقع المعاش وفن إتخاذ القرار، وعنفوانية الإدارة، ما بين الرشد والتهجم وإنعدام الحكمة ولي كلن تقديراته.
ناصية خاصة:
إلى الذين باعوا وإشتروا بعض الأمان غدا سترمون في سلال النفايات فكيف للمشترين أن يأمنوا بائعي أوطانهم.
حتى نلتقي
الخميس/12/يونيو/2025