
ساعة الحسم تقترب… حكومة كامل إدريس بين مطرقة الكفاءة وسندان المحاصصة
يترقّب الشارع السوداني خلال الأيام المقبلة إعلان التشكيل الوزاري المرتقب لرئيس الوزراء المكلّف، د. كامل إدريس، بعد نحو عامين من الفراغ التنفيذي الذي فاقم أزمات البلاد، في ظل مساعٍ لإطلاق حكومة مصغّرة تُقدِّم الكفاءة والنزاهة على المحاصصات السياسية.
وأفادت مصادر مطّلعة لـ”الجزيرة نت” أن إدريس بصدد طرح “رؤية تقشفية” تشمل تقليص عدد الوزارات إلى 18 فقط، مع مراعاة تمثيل الشباب والمرأة والمكونات الاجتماعية المختلفة، وسط تعقيدات أبرزها تمسّك حركات الكفاح المسلح بمكتسبات “اتفاق جوبا للسلام”، لا سيما حركة العدل والمساواة التي تفاوضت حول نسب التمثيل.
وتعود أسباب التأخير – وفق مقربين من إدريس – إلى إصراره على وضع معايير مهنية دقيقة لاختيار الوزراء، تشمل الحياد السياسي والخبرة، بجانب محاولته الجمع بين التشاور المجتمعي والمسار التنافسي لضمان تمثيل متوازن.
ويُتوقَّع أن تضم الحكومة المرتقبة وجوهاً شابة ونسائية بارزة، منها أحد جرحى الحرب وأحد قادة حركة “غاضبون”، كما طُرح اسم الشاب القبطي جرجس روح، إلى جانب مرشحين بارزين في وزارات الخارجية، الصحة، والإعلام، مع تداول أسماء مثل الفريق عبد الرحمن الصادق المهدي والحقوقي نبيل أديب لتولي مناصب استشارية.
ويُنتظر أن تُحال قائمة الوزراء النهائية إلى مجلس السيادة للتصديق، في وقت يرى فيه مراقبون أن قدرة إدريس على التوفيق بين الكفاءة والتوازن السياسي ستكون حاسمة في إنجاح حكومته المقبلة