
دعوات لتعيين الحارث إدريس وزيرًا للخارجية
الخرطوم 20 يوليو 2025م
أثار غياب الدكتور الحارث إدريس، مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة، عن التشكيلة الوزارية الجديدة، تساؤلات واسعة في الأوساط السياسية والدبلوماسية، خاصة في ظل الأدوار البارزة التي ظل يلعبها في الدفاع عن السودان خلال الحرب المستعرة منذ أبريل 2023.
وفي مقال تحليلي للباحث في قضايا الصراعات والأمن في أفريقيا، محمد تورشين، نُشر امس تساءل الكاتب عن الأسباب التي حالت دون تعيين الحارث إدريس في منصب وزير الخارجية، رغم ما يتمتع به من كفاءة وخبرة دبلوماسية طويلة، ومواقف مشهودة في المنصات الدولية، لا سيما في مجلس الأمن، حيث دافع بقوة عن وحدة السودان، وأدان التدخلات الخارجية ودعم المليشيات.
ووفق المقال، فإن الحارث يُعد من بين القلائل الذين ظلوا على خط النار الدبلوماسي، في وقت دخلت فيه مؤسسات الدولة حالة شلل واضطراب بفعل الحرب. ويُشيد الكاتب بحضوره اللافت، وخبرته التي تمتد إلى ما قبل فترة نظام الإنقاذ، وعودته إلى العمل الدبلوماسي بعد الثورة بموجب قرارات إنصاف المفصولين تعسفيًا.
وأشار تورشين إلى أن تغييب الحارث عن التشكيلة الوزارية يُعطي إشارات مقلقة حول معايير اختيار الوزراء، وسط مؤشرات على تدخلات من جماعات ضغط نافذة، رجّحت كفة الترضيات السياسية على حساب الكفاءة الوطنية. كما نبه إلى أن مكونات مجتمعية مثل الفُلّاني لم تجد تمثيلًا في الحكومة، رغم وجود شخصيات من الوزن الدبلوماسي الثقيل مثل الحارث إدريس.
ودعا الكاتب حكومة الدكتور كامل إدريس إلى مراجعة خياراتها، مشددًا على أن تعيين الحارث في هذا المنصب لن يكون مجرد خطوة إدارية، بل رسالة سياسية قوية بأن السودان الجديد يُبنى على أساس الخبرة والكفاءة، لا المحاصصة، لا سيما في وزارة حساسة كوزارة الخارجية.
وختم تورشين مقاله بالقول إن البلاد في أمسّ الحاجة الآن إلى رجال دولة حقيقيين، قادرين على إعادة بناء صورة السودان في الخارج، والدكتور الحارث إدريس واحد من أبرز هؤلاء.