
رشان أوشي: حكومة الأمل بين واقعية كامل إدريس وعاصفة التحديات السودانية
في قراءة تحليلية سياسية لواقع السودان المعقد بعد الحرب، قدّمت الصحفية والباحثة رشان أوشي رؤيتها في مقال جديد تحت عنوان “السودان بين مأزق الحرب ومشروع الأمل”، تناولت فيه لقاءً قصيرًا جمعها بدولة رئيس الوزراء د. كامل إدريس، إلى جانب تحليلها للتغيرات السياسية، وتشكيلة حكومة “الأمل”، وتحديات المرحلة الانتقالية.
السودان في “عاصفة مكتملة”: بين التشاؤم الواقعي والتفاؤل الحذر
رأت الكاتبة أن السودان يعيش حالة “إعادة تشكل سياسي ومجتمعي” بسبب تداعيات حرب 15 أبريل، معتبرةً المرحلة الحالية “عاصفة مكتملة” تحمل مؤشرات مقلقة من جهة، وتطلعات واعدة من جهة أخرى، خاصة مع بروز حكومة جديدة سمتها الواقعية والعقلانية السياسية.
تحديات ما بعد الحرب: السلحفائية السياسية وضبابية العلاقات الدولية
أشارت أوشي إلى أن القوى السياسية المتحالفة مع العسكر لا تزال تتحرك بـ”وتيرة سلحفائية”، مع استمرار التعقيد في العلاقات الدولية، وتصاعد أزمات اللاجئين والنازحين، إضافة إلى مشاكل العودة الطوعية للديار التي دمرتها الحرب.
تشكيل حكومة الأمل: “محاربو الكرامة” في الواجهة
أشادت أوشي بتشكيلة حكومة “الأمل”، ووصفتها بأنها انعكاس للتنوع الديموغرافي السوداني. وذكرت أن أغلب الوزراء الجدد كانوا في قلب معركة “الكرامة”، مثل:
عبدالله درف وزير العدل
محاسن يعقوب وزيرة الصناعة
خالد الأعيسر وزير الإعلام
محمد محمد خير ومصلح نصار ضمن طاقم المستشارين
واعتبرت أن الخلافات محدودة باستثناء حقيبتي “الصحة” و”الثروة الحيوانية”.
كامل إدريس: واقعية سياسية دون وعود حالمة
وصفت الكاتبة رئيس الوزراء د. كامل إدريس بأنه هادئ وواقعي، لا يقدم وعودًا فارغة، بل يؤمن بأن الاستقرار يبدأ من الداخل، وأن التنمية هي أساس الشرعية السياسية. كما يسعى، بحسب أوشي، إلى تحقيق توازن جيوسياسي للسودان دون تفريط في السيادة أو دور المؤسسة العسكرية والأمنية.
التحول العميق: ليس مجرد إصلاح بل إعادة تعريف للقيادة
أكدت أوشي أن د. إدريس يسعى لتحوّل جوهري في طريقة اتخاذ القرار، وفي العلاقة بين القيادة العليا والتنفيذية، وفي حضور الهوية الوطنية داخل كل مشروع.
طريق طويل.. ولكن الإرادة موجودة
ختمت أوشي تحليلها بأن الطريق لا يزال طويلاً، وأن الصعوبات كبيرة، لكنها لم تخفِ تفاؤلها الحذر تجاه المشروع السياسي الجديد، الذي وصفته بأنه يستند إلى قراءة واقعية للتاريخ، وإدراك عميق لحجم التحديات.