
عصام أبو مدينة يكتب: مناوي بين المسؤولية الوطنية والتحديات الراهنة
في زمن تتعاظم فيه التحديات الوطنية وتتزايد الضغوط الإقليمية والدولية على السودان، يطلّ من ألمانيا مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة جيش تحرير السودان، ليؤكد أن المسؤولية الوطنية لا تقاس بالألقاب أو المناصب، بل بالالتزام الصادق بالعمل من أجل حماية الشعب وتأمين أرض الوطن.
كان لقاء مناوي قبل لحظات على برنامج السودان الآن عبر البث المباشر لقناة DW – الناطقة بالعربية – فرصة لرصد رؤيته واستراتيجيته في مواجهة الأزمات. فقد ظهر مناوي بمزيج من الحيوية والوضوح، مجيبًا على جميع الأسئلة بروح وطنية صادقة تعكس الالتزام الكامل بخدمة البلاد في أصعب الظروف.
من تابع حوار مناوي لاحظ كيف تناول التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه السودان، ولم يكتف بذلك، بل تطرق أيضًا إلى الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا أسرة دقلو الإرهابية. أجاب مناوي بإقناع وحيوية، عكس من خلالها روح التعاون الكبير بين القوات التي يقودها والقوات المسلحة والقوى المساندة في معركة الكرامة، حتى يشعر المتابع وكأنه يشهد خط الدفاع الأول لحماية المواطنين وتعزيز الاستقرار.
وفيما يتعلق بالشائعات حول عدم عودته إلى البلاد، شدّد مناوي على التزامه الكامل بمسؤولياته تجاه الشعب والقوات التي يقودها، مؤكدًا أن تركيزه منصب على معالجة التحديات الأمنية وفك الحصار عن الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور وتطهير جميع أراضي كردفان ودارفور بالتنسيق مع الجيش ، لضمان أمن المواطنين واستعادة الاستقرار إلى كل أرجاء البلاد.
ولم يقتصر الحوار على الملفات الداخلية، بل تطرّق إلى التطورات السياسية الإقليمية، بما في ذلك موقف مصر كدولة مساندة للجيش ، ثم إلى محاولات تأسيس حكومة موازية مدعومة من دول وصفها بـ”دولة النفط والغاز”. واعتبر مناوي أن هذه المحاولات المدعومة خارجياً لا تمتلك تأثيرًا كبيرًا ولن تفتح باباً لتقسم البلاد، خاصة في ظل الإنجازات التي حققتها القوات المسلحة والقوات المساندة لها في معركة الكرامة. وأضاف أن هذه الإنجازات وحدها مؤشر واضح على قدرة الجيش على استعادة آخر بقعة في البلاد وتأمينها من أي انتهاكات لمليشيا الدعم السريع المتمردة.
هذا اللقاء يعكس صورة قيادة وطنية تجمع بين التخطيط الاستراتيجي والالتزام بالقيم العليا، ويذكّر الجميع بأن العمل الوطني يتطلب وحدة الجهود والتعاون بين مختلف القوى السياسية والأمنية.
في نهاية المطاف، ما يبرز من حديث مناوي ليس مجرد مواجهة التحديات الأمنية والسياسية، بل دعوة صريحة لكل السودانيين للتكاتف والتضامن. فهي دعوة ليكون الشعب أقوى من أي محاولة لتقسيمه، ولتحقيق استقرار دائم ينقل البلاد نحو مستقبل مزدهر، يعكس قيم الشجاعة والانتماء الوطني التي يجب أن يعيشه كل مواطن سوداني.