الاخبار الرياضية

نسرين محمد إبراهيم تكتب : دوري أبطال أوروبا.. حيث يُصاغ المجد وتُكتب الأساطير

خرطوم سبورت

دوري أبطال أوروبا.. حيث يُصاغ المجد وتُكتب الأساطير

نسرين محمد إبراهيم تكتب /

منذ أكثر من سبعين عاما، وملاعب القارة العجوز يصدح بأهازيج الانتصار، وتعلو فيها صيحات المجد من مدنٍ كروية صاغت التاريخ بحروفٍ خالدة . هناك، في مسرح الحلم الأوروبي، وُلِدَت بطولة دوري أبطال أوروبا لتصبح أعظم مسرح تتبارز فيه الأندية على زعامة اللعبة الأكثر عشقا في العالم.

البداية من فكرة صحفية إلى بطولة خالدة

القصة بدأت عام 1954 في أروقة صحيفة ليكيب الفرنسية، حين اقترح الصحافي غابريال هانوت فكرة إقامة بطولة تجمع أبطال الدوريات الأوروبية. لم تكن مجرد فكرة رياضية عابرة، بل رؤية بعيدة المدى ، تحولت إلى واقعٍ ملموس بعد أن صاغ زميله جاك فيران النظام الأول للبطولة في يناير 1955، لتولد رسميا كأس أوروبا للأندية البطلة، وتنطلق أول نسخة منها موسم 1955–56.

منذ تلك اللحظة اكتسبت كرة القدم بعدا جديدا من الشغف، وأصبح اسم دوري الأبطال مرادفا لتاريخ، للهيبة، ولحكاياتٍ لا تُنسى.

تحولات صنعت المجد

على مر العقود، تطورت المسابقة. ففي عام 1992 تبدّل اسمها إلى دوري أبطال أوروبا (UEFA Champions League)، ودخلت مرحلة المجموعات التي منحتها بعدا تنافسيا عالميا، قبل أن تتسع المشاركة لتشمل أكثر من بطل من كل دوري.
باتت الليالي الأوروبية تلك السهرات التي ينتظرها عشاق الكرة حول العالم حيث تختلط التكتيكات بالدراما، والعاطفة بالمهارة.

وفي عام 2014، قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم منح بطل الدوري الأوروبي بطاقة عبور مباشرة لدوري الأبطال الموسم القادم حتى و ان لم يكن مؤهلا من الدوري المحلي .

ملوك القارة… وسحر البطولات

من رحم البطولة خرجت أساطير وولدت أمجاد.
يتربع ريال مدريد الإسباني على عرش أوروبا بـ 15 لقبا، أولها في النسخة الافتتاحية عام 1956، وآخرها في 2024/2023 بعد فوزه على بروسيا دورتموند على ملعب ويمبلي. هو النادي الذي صنع من البطولة مجده الخاص، وكتب اسمه بأحرفٍ لا تُمحى.
و هناك يضا اندية لها شأن في البطولة ك ميلان الذي توج بالبطولة 7 مرات،
بايرن ميونخ6القاب
، ليفربول6القاب
، وبرشلونة5القاب
واياكس 4القاب
و انتر ميلان 3القاب
مانشتير يونايند 3القاب
(تشيلسي؛ يوفنتوس؛ بنفيكا؛ نوتنغهام فورست؛ بورتو) لقبين
و هناك عدد من الأندية التي فازت اللقب مرة في تاريخها فكلها أندية صنعت المجد و انتهت الأجيال ب ادائها الخالد.

منذ عام 2010 وحتى اليوم، توالت الفصول المبهرة:

في العام 2011 برشلونة يروض مانشستر يونايتد بثلاثية في .

وفي العام 2012 تشيلسي يحقق معجزة ميونخ .

و 2013بايرن ميونخ يعود للقمة في .

ريال مدريد يكتب ملحمة “العاشرة” في 2014، ويهيمن بثلاثية متتالية بين 2016 و2018.

ليفربول يعانق الكأس مجددا في 2019.

باريس سان جيرمان يحقق الحلم الفرنسي أخيرت في 2024/2025 بفوز تاريخي 5–0 على إنتر ميلان.

أرقام تُدهش ومجد لا يتوقف:

24 ناديا من 10 دول رفعوا الكأس الأوروبية.

الأندية الإسبانية تتصدر بـ 20 لقبا تليها الإنجليزية بـ 15لقبا، ثم الإيطالية بـ 12 لقب.

مدريد هي المدينة الذهبية للقارة، بـ 15 لقبا جميعها لريال مدريد.

والبطولة اليوم تضم 32 فريقا يتنافسون كل موسم على منصة الخلود الكروي.

أكثر من بطولة… إنها هوية القارة

دوري أبطال أوروبا ليس مجرد مسابقة رياضية؛ إنه ملحمة سنوية تُعيد تعريف العظمة. كل تمريرة فيه تحمل عبق التاريخ، وكل هدف يُسجل هناك يشهد ميلاد فصلٍ جديد في كتاب المجد الأوروبي.
هي البطولة التي توحد العالم حول المستديرة، و تبرهن أن كرة القدم ليست لعبة فقط… بل هي شغفٌ، وأسطورة، وهوية.

ففي كل عام، حين تُعزف أنشودة الأبطال، لن القارة العجوز وحدها على أطرافها بل العالم اجمع وتعود الأرواح إلى الميادين. فهناك، في ليالي المجد الأوروبية، تُروى القصص، وتُصنع الأساطير، والحكاية مازلت مستمرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى