بل موية النقطة الحرجة
كتب/ عبدالرحمن سورتود
………………………..
الناس والتاريخ سيكتبون عن هذه الحرب ، وسيكتبون عن مواقعها ووقائعها :
– موقعة الإذاعة .
– واقعة مدني
– موقعة التحام المهندسين.
– المدرعات
– موقعة ذات الكباري
– موقعة المصفاة .
– موقعة عبور الإشارة
– موقعة القصر ..
– ثم هلم جراً من المواقع .
ولكنهم سينسون أهم موقعة ، الموقعة التي مثلت النقطة الحرجة التي تحولت عندها إتجاه المنحى التصاعدي لقوات التمرد إلى التناقص والهبوط والانهيار ، والموقعة التي بها – ومنها – بدأت جميع المواقع تتوالى في صالح القوات المسلحة .
فمنذ أن قامت هذه الحرب كان إتجاه منحنى التمرد تصاعدياً .. فكانت تجتاح موقعاً بعد موقع ، وتكسب أرضا ً تلو أرض ، وتحتل مدينة بعد مدينة ، فيسمع الناس- تباعاً – اليوم سقطت فرقة كذا بيد التمرد ، واليوم انسحب الجيش من مدينة كذا .. إلى أن وصلت قواتهم ولاية النيل الأبيض وولايات كردفان وإلى تخوم ولايتي القضارف والنيل الازرق ، في إتجاه تصاعدي كاسح .. وتنقل القنوات الفضائية عملياتهم ، وتؤكد مواقعهم بفيديوهاتها ، ويتصدر مستشارو التمرد القنوات باللقاءات ، ويخرج القادة الميدانيون ذوو الألقاب في لايفاتهم مع قواتهم المتقدمة وهم في قمة الكبرياء والنشوة بما يحققونها من انتصارات حقيقة على الأرض ، البيشي جلحة ، شارون ، الجوفاني ، وآخرون !.
وفي المقابل كان الناس يرون الجيش ينكفئ على نفسه ، محافظاً – بالكاد – على مواقعه الاستراتيجية من الفئة [ أ ] – المدرعات والقيادة والإشارة والمهندسين ، وفقط – نعم وفقط – بعد أن زهد عن البقية من الفرق ذات الأسماء ، والألوية ذات الأرقام ، وهي تسقط بين يديه ، الواحدة تلو الأخرى على امتداد الولايات والمحليات ، فعاش مؤيدوه في قمة من اليأس والإحباط وانهيار المعنويات ..
كان اتجاه منحنى الحرب هكذا ” تصاعدياً ” في اتجاه التمرد تماماً ، وتنازلياً للقوات المسلحة السودانية ، إلى أن وصل المنحنى الى نقطة ” جبل موية ” ، فمثلت النقطة الحرجة التي يتوازى عندها مماس المنحنى مع المحور السيني الافقي كما يقول أهل الرياضيات .. ثم ينحدر إلى أسفل مغيراً اتجاهه ، ومُقلِّباً تحدبه الذي كان في صالح التمرد إلى تقعر ضده ، والعكس .
جبل موية ، فيا لها من موقعة ، فكما ان هناك معارك – في التاريخ – فرضت نفسها ، فتغنت بها المنشدون ، وألف عنها المؤلفون ، وعرضها المسرحيون على مسارحهم ، كمعركة كرري وام دبيكرات والميل اربعين ، فإن معركة ” جبل موية ” ستكون حاضرة معها باستحقاق وجدارة ،،
وسورتود يحييكم ،،،،،