المختصر المفيد /بدرالدين أحمد أبوتريكة *المحكمة الزرقاء.. الجمهور هو القاضي*

المختصر المفيد /بدرالدين أحمد أبوتريكة

*المحكمة الزرقاء.. الجمهور هو القاضي*

° العد التنازلي أصبح وشيكًا الآن سويعات قلائل تفصلنا عن أهم معركة في مشوار الهلال الأفريقي عندما ينازل ضيفه الأهلي المصري يوم الثلاثاء في إياب ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا، على ملعب شيخا بيديا بدولة موريتانيا الشقيقة.
° هي معركة لا تقبل القسمة على إثنين ولا تنفع فيها أنصاف الحلول بعد خسارة مباراة الذهاب في القاهرة بهدف دون رد وهي نتيجة مفخخة وخطيرة جدًا عكس ما يظن البعض، وأخطر نتائج المباريات في وجهة نظري هي نتيجة الواحد صفر للفرقتين، لأنها سيصاحبها ضغط نفسي كبير وحذر شديد وتخوف مستمر حتى إطلاق صافرة النهاية.
° باتت الكرة الآن في ملعب المدرب فلوران، وهو المسؤول الأول والرئيسي عن ما تؤول إليه نتيجة مباراة الإياب وهو وحده فقط من يملك مفاتيح فك الشفرات ، وجعل الأهلي الكبير إسمًا وخبرةً ، المتواضع فنيًا وبدنيًا وذهنيًا وتكتيكيًا عطفًا على ما قدمه هذا الموسم وشكله في مباراة الذهاب، فقط يبقى إحترام الخصم هو من أساسيات كرة القدم.
° وعليه فإن الكرة الآن في ملعب المدرب فلوران أولاً ومن ثم لاعبي الهلال في كيفية التعامل مع هذه المباراة، ووضع الإستراتيجية المناسبة لها، وكيفية التعامل مع مجريات المباراة ومتغيرات النتيجة.
° الثلاثاء القادم هو موعد إنعقاد المحكمة الزرقاء في ملعب شيخا بيديا، والجمهور سيكون هو القاضي فيها، إما أن يحرر شهادة إستمرار المدرب فلوران ايبينجي إذا أحسن القراءة ووضع التكتيك الأنسب، وتعامل مع المباراة بنوع من الجرأة والتوازن في نفس الوقت، وإما أن يحرر شهادة خروج بلا عودة للكنغولي ليبدأ مشروع آخر كما يزعم العليقي ويصرح بذلك.

¥ وقفة أولى :

° خيارات فلوران في الدفاع باتت واضحة بعد سقوط قناع التونسي بن زيتون وإصابته، لتكون الخيارات محصورة على الثلاثي ديوف وإرنق والطيب عبدالرازق والأخير في نظري سيكون هو من يجلس في الكنبة ليبدأ بالثنائي ديوف وإرنق.. أما على اليمين إيبولا وعلى الشمال دياو.
° وسط الملعب هو الأكثر تعقيداً والحاسم للمباراة بشكل كبير، بعد عودة غاسوما فوفانا كخيار متاح إضافة لماديكي وبوغبا وصلاح عادل وإيمي وروفا، وبعد تأكيد غياب الغربال في نظري والأفضل للهلال أن يدفع بغاسوما بجواره ماديكي كمحورين ويدفع بالثنائي إيمي وأحمد سالم في خانة المهاجم الخفي لفك ارتباط الوسط والدفاع الأهلاوي أو إجباره على التراجع خاصة بعد الرقابة المتوقعة للاعب جان كلود في الجهة اليسرى وكوليبالي في الجهة اليمنى.
° تتضح معالم خطة خياراتي على 4’2’2’2 في الظاهر لكنها تتحول إلى 4’3’1’2 وتتمرحل إلى 4’2’1’3 وتنتهي عند 4’3’3 في الحالة الهجومية وهذا ما سيكسر صمود أبناء مارسيل كولر في نظري ويسهل من الوصول لمرمى الخصم ووضعه تحت الضغط العالي ب 4لاعب مهاري وسريع لا يصمد معه دفاع الأهلي المتهالك البطئ، ويزيد من صلابة دفاعات الهلال وتخفيف الضغط عليه بتراجع لاعبي الوسط لإغلاق المنافذ، ويترك فوفانا وماديكي بلا ضغوط كبيرة كما حدث في مباراة الذهاب عندما تحرر إمام عاشور، وتقدم محمد هاني ورامي ربيعة وأشرف داري وهم مدافعين.

¥ وقفة أخيرة :

° تلك هي رؤيتي للمباراة تحتمل الصواب والخطأ من حيث التقييم ويبقى الأمر برمته في يد المدرب فلوران.
° ومن خلال معرفتي بالمدرب فلوران فلا أعتقد أنه يمتلك شجاعة كافية ليلعب بهكذا أسلوب، ولكنه سيكون أكثر جبنًا ليبدأ المباراة كعادته متحفزًا بل إن صحت العبارة متخوفًا ليدفع بثلاث محاور فوفانا وماديكي وبوغبا وتبقى خيارات الهجوم بين جان كلود وكوليبالي وأحمد سالم وياسر مزمل، أي ذات الأسلوب الذي لعب به مباراة الذهاب فقط تغيير في عناصر الوسط والهجوم.
° إذا لعب فلوران بهذا الأسلوب سيتذوق الهلال المر وسيعيش الجمهور الهلالي ولاعبي الهلال تحت رحمة الضغط النفسي الكبير مع مرور الوقت ومع ألاعيب وتحايل لاعبي الأهلي في إهدار الوقت..
° والمدرب الشاطر هو من يستطيع تصدير الضغط النفسي لخصمه وليس للاعبيه، بمباغتة الخصم والتسجيل المبكر في مرماه، وفي نهاية الأمر سنجلس يوم الثلاثاء نتابع سير المحكمة، وكل الأمنيات القلبية بانتصار هلالي عريض وكبير يخرص ألسن المصرانة الطوال ونفخهم الكذوب، لنريح أفريقيا من شغل المكاتب وما تحت الطرابيز.

¥ وأخيراً جداً :

يكفي أن قوات الدفاع في الجسم
كريات بيضاء..!!