مقالات

وضاح السعيد يكتب عن الراحل عبدالقادر أحمد سليمان غندور

خرطوم سبورت

… ودّعت مدينة الابيض ببالغ الحزن والأسي اليوم إبن من أبناءها البررة وزعيمها الرياضي عبد القادر أحمد سليمان غندور .
شاءت أقدار الله وتصاريفه أن يُدفن الراحل في قاهرة المعز التي وصل اليها مستشفياً قبل شهور وكان رحِمه الله مصراً علي البقاء في الأبيض مُتمسّكاً بمؤازرة أهلها طوال فترة الحرب .
تَدافع العديد من السودانيين لتشييِعه في موكب مُهيب وتبادلَ أبناء الابيض العزاء فيما بينهم في حزنٍ وأسي ، فهنا في هذه المدينة الفاضلة كل الناس صحاب وكل الناس أهل .
والراحل غندور يُعتبر من معالم مدينة الأبيض الاجتماعية والتجارية والرياضية .
دخل للعمل في السوق مع والِده طفلاً ونجح بعد اجتهاد وكدح في تكوين إسم تجاري كبير .
كل القادمين لمدينة الأبيض يكونُ متجر الزعيم قبلة لهم ،
يحرص علي توزيع الهدايا من المنتجات الكردفانية لكل ضيوف المدينة خاصة من الرياضيين .
قصة عشق قديم وفروض من الحب السرمدي جمعت الراحل مع نادي مريخ الابيض قادته للتدرج في العمل في النادي بداية من التشجيع والعمل بعد ذلك في روابط ألمشجعين ومنها لمجلس إدارة نادي المريخ للعديد من الدورات حتي وصل لمنصب رئيس النادي في العديد من الفترات . كما عمل لفترة رئيسا لنادي الفجر الأبيض وكان من أقطابه .
كان رحمه الله لا يُساوم في تشجيع المريخ ويعتز جداً بالانتماء للكوكب الأحمر وقاده ذلك العشق للصدام مع العديد من إداريي ومشجعي الأندية والحكام وإداريي الاتحادات
ولكنه يعود سريعاً للاعتذار واصلاح ذات البين مع الجميع لأنّه كان صاحب قلب أبيض ونوايا سليمة .
كان يُصرح أنه يعرف في كرة القدم المريخ فقط ولا علاقة له بالبرازيل ولا الأرجنتين ولا ريال مدريد ولا برشلونة ولا أي من الأندية والمنتخبات
فقط الدوران في مدار كوكب المريخ العظيم .
وكان يقول أن أعظم اللاعبين الذين يحبهم هم حولي ووليد مكي الخليفة وعثمان محجوب وحضارة نجوم مريخ الأبيض في الزمن الجميل .
رحل الكابتن سعادة العميد وليد مكي قبل شهور بسيطة وذهب ساحر مريخ التبلدي وهدافه التاريخي حولي للعلاج في مصر نسأل الله له عاجل الشفاء وسلامة العودة .
يجتمع الناس حول غندور بعد كل ديربي بين الاحمر والازرق ويسعدون بمسامرته ومداعبته خاصة عند هزيمة المريخ .
وكان رحمه الله لا يخشي في الحق لومة لائم يدافع عن آرائه بكل قوة وصلابة .
حكي لنا أنه رافق بعثة نادي مريخ الأبيض لدولة أفريقيا الوسطي وكان مريخ الابيض وقتها يلعب في كأس الكؤوس الأفريقية ، في مدينة بانقي خرج من الفندق لغرض ما وبعد أن قضاه تاه عن مقر البعثة وحاول العثور علي الفندق لساعات وأضطر بعد زمن طويل للاستعانة بأحد شباب المدينة .
لم يكن ذلك الشاب يعرف اللغة العربية ولا الإنجليزية فقام الراحل غندور برسم نجمة كبيرة في الارض لأن شعار مريخ الأبيض _ الاحمر الاصفر كان يزين مدخل الفندق .
وبعد أن دفع مبلغ مالي تقارب قيمته خمسين دولاراً امريكياً قاد الشاب الراحل غندور لمقر البعثة وتفاجأ الراحل أنه كان يبعد عشرات الأمتار فقط عن مقر البعثة
نشأ غندور في أسرة رياضية مريخية كاملة الدسم واشتهر والده الراحل أحمد سليمان بدوي بعشقه للمريخ وكان يُحب المداعبات والمناكفات مع جماهير الهلال في إستاد الابيض ،
وبعد إحدي مباريات الديربي التي انتهت بهزيمة المريخ التف حوله مجموعة من المشجعين الهلالاب وقامو بمداعبته . وذهبو معه في موكب ضاج لمنزله في حي المعاصر ، ليكتشف المرحوم أنه ترك سيارته أمام الاستاد .
… كان الراحل غندور منجماً للحكاوي والقصص والذكريات وسنحاول التوثيق له في حلقات بإذن الله .
التعازي الحارة لأسرته الكبيرة والممتدة وللأهل في مدينة الأبيض ولكل الشعب المريخي الجميل في ربوع السودان .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى