مقالات

حسن إسماعيل تومين يكتب أنين قلم

خرطوم سبورت

أنين قلم
—————
✍🏻/حسن إسماعيل تومين
————————

أيها الأحبة الأكارم تحية وإحتراما

من وسط ذلك الإنتحاب الدامع وخشخشة الصوت المبحوح وأنين الأرواح التي لا تدري فيما ذهقت حيث لا مكان للحقيقة في ظل وحل القلوب وغياب العقول وتصاعد أعمدة اللا وعي وهجير الفتنة التي تأبى إلا أن تحرق محبتنا وترابطنا لتسيل دمائنا في غير مواضعها ليفنا كل ماهو جميل غرسوه أسلافنا منذ عصور بعيدة ، من تلك الحقب التي عرفت فيها نقاط ضعفنا ومداخل تفرقنا فما كانت مداخلنا إلا أرقاما قد وزعت لأجدادنا كقمبلة موقوتة، ولكن لحكمتهم لم ينشغلوا بها وتركوها حبيسة في صدورهم حتى لاتسشرى في مجتمعاتهم أمراض التقسيم وجفاف الإخاء ، وظلوا عاكفين على محبتهم لعهود ولم يتركوا مساحة لكل من تدفعه نفسه إلى تشتيتهم وتمزييق نسيجهم، وهكذا كانوا أشكالا وألوان في لوحة واحدة برغم تعدديتهم لتصبح تلك اللوحة تركة وأمانة في عنق من يرثها حتى يسلمها لمن بعده دون أن يغشاها غبار! بتلك الحنكة والحكمة المكنوزة خلف اللوحة
ولم يكونوا أسلافنا أصحاب شهادات علمية فقط كانوا يحملون شهادة هذه الطبيعةوالفطرة وبذلك أسسوا لنا ما هو قائم إلى أن أدركتنا عصور العلم والمعرفة وبلغنا منازل العلماء لتزيد أطماعنا في المعرفة لإعادة تشكيل تلك اللوحة والتفنن في وضع ألوانها وإحياء ما أماتوه الأجداد من أرقام في صدورهم بل ذهبنا إلى معرفة الأبواب وتفننا في أسمائها فأصبحنا جزر موصدة الأبواب لدرجة التعصب المفرط لتنفجر القمبلة وينتشر الدمار في كل بقعة من بقاع بلادنا ولنصبح أكثر جهلا بعد علمنا! إلى حيث لقاء الأنين وجفاف المداد.

على المحبة نجتمع وعليها نفترق:

تحضرني ذاكرتي السمكية إلى تلك العقود القريبة في مرحلة ليست ببعيدة عندما نلتقي بأحبتنا وأصدقائنا بتلك المحبة الخالصة نتسامر ونتغنى للحياة ونتعاهد على اللقاء وإن أخذت منا الحياة براحها مستشهدين بي (منقو) الذي إفتقدناه حتى لا نفقد آخر…! فما بالنا اليوم نقتل بعضنا ونحن في أحوج لأن نجتمع لا لنفترق ونغيب عقولنا وننجر وراء من هجروا محبتنا وإختاروا الشزوز…؟

الأوراق والرياح:

لايمكن للأوراق أن تصمد أمام الرياح العاتية التي تحمل الأوذار يمنة ويسرى ما لم تثبت بقواعد ملموسة تحمي صفو ما تحتويه فالفروع الهشة والجزور هي الأساس وإن لم نصلها حتما ستبلى أوراقنا ونكتال الرماد..!
ناصية خاصة:

اليوم ها نحن نتقاتل أعماما وخيلانا وأبناء عمومة وعمات وخالات…!
فهل وضعنا في حسباننا ما نقوله لصغارنا عند سؤالهم عن أهلهم…؟ وكيف نحتضنهم عند عودتنا وصدورنا يملئها الكره؟
فالقوي ليس من يقتل أخاه إنما القوي من ينشر المحبة والسلام ويدرء الفتنة بالعدل ويحتكم إلى عقله دون قلبه ويتوج من حوله ملوكا على عورش المجتمعات ليهابه من في الخارج.
فمن يعيد للأجداد مجدهم؟

حتى نلتقي
الخميس/10/ابريل/2025

تابعنا على واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى