مقالات

عبدالمنعم شجرابي يكتب (ليلة مع سكران)

خرطوم سبورت

ْعبدالمنعم شجرابي يكتب (ليلة مع سكران)

يوميات رحال
ليلة مع سكران
*** الليل في ثلثله الأول أو زد عليه قليلاً وقمر ( اربعتاشر ) يضئ ليفرز الناس بسهولة ويسر رجل النملة السليمة من ( كراعها العرجاء ) وأنا مندمج بمسجل السيارة مع النيل الثالث عثمان حسين وخالدته لاوحبك أوقفني 4 أشخاص تقدم أحدهم وأعطاني الأجرة المستحقة طالباً إيصال الثلاثة إلى محطة 7
*** جلس حامل العود بالمقعد الأمامي والثنائي بالمقعد الخلفي أجبرني ثلاثتهم على فتح زجاج أبواب العربة الأربعة ورائحة الخمر التي تفوح منهم ( بمبان عديل ) وجميعهم ( سكارى لط ) وبمستوى ( سكرة يني ) التي سجلتها ( البارات والاندايات ومصانع الخمور البلدية ) كأقوى سكرة للشخصية السودانية
*** نزل الأول وتبعه الثاني بأمتار قليلة من المحطة وتوقفت لإنزال الثالث في النقطة الأخيرة ووجدته قد غط في نوم عميق حاولت ايقاظه درجة رشه بالماء بلا استجابة
*** استبعدت الحل ( الشيطاني ) برميه من السيارة وتوجهت به إلى شرطة الدرجة الثالثة وأوقفت عربتي أمام بعض أفرادها وهم يجلسون بكراسي أمام الباب وحكيت لهم ما حدث ولم ينجحوا فيما فشلت فيه ولحظة طلبي انزاله بالقوة انفتحت الأرض ( بعمك الصول ) طويل القامة عريض المنكبين وشلوخ على الخدين ( وبصوت سوخوي ) صاح غاضباً ينزلوا ليك وين انت مسمم ليك زول وجايبوا جنازة وعاوز الشرطة تدفنوا ليك
.. هنا العبد الضعيف إلى مولاه قرب ( يدق الدلجة ) والحكاية خلاص ( لابساهو لابساهو ) والشرطة قالت كده
*** الخلاصة القسم ( فار وجقجق ) وفتحوا الدفتر وطلعوا الاورنيك وركب معي شرطيان بالعربة وبالمستشفى حملنا ( الزول الجنازة ) بالنقالة وهو يرقد عليها استفرغ ( السم الهاري ) وبدأ في فتح عينيه ( حبة حبة ) وجاء الطبيب ( وقشطه حقنة ) وبعد أن ( طارت السكرة ) و( جاءت الفكرة ) سألنا داخل العربة ياخونا الحاصل شنو ونحن ماشين وين
*** آذان الفجر يؤذن أُدخل ( الجنازة ) الحراسة وجاءني عمك الصول ( نفس الزول ) يسألني أو يتحرى معي ( مبتسماً ) يا أستاذ العلاقة شنو بين الصحافة والتاكسي قلت ضاحكاً ( المهنية ونكران المعرفة )
*** ليلة صعبة صعبة
ليلة تجنن ..
وأصبح الصبح ولا السكرة ولا السكران باقي
عبدالمنعم شجرابي ..

تابعنا على واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى