د.محمد عبد الرحمن يكتب :“فشل الكلى وتأثر مرضاه بانقطاع جلسات الغسيل: معاناة طبية وإنسانية”

د.محمد عبد الرحمن يكتب :“فشل الكلى وتأثر مرضاه بانقطاع جلسات الغسيل: معاناة طبية وإنسانية”

فشل الكلى المزمن هو حالة طبية خطيرة تتمثل في فقدان الكليتين قدرتهما على تنقية الدم من الفضلات والسوائل الزائدة، مما يجعل المريض معتمدًا بشكل كلي على جلسات الغسيل الكلوي (الديال الدموي أو البريتوني) للبقاء على قيد الحياة. وفي ظل الأزمات الإنسانية أو الحروب أو ضعف النظام الصحي، قد يواجه مرضى الفشل الكلوي انقطاعًا في جلسات الغسيل، ما يضع حياتهم في خطر مباشر.

ما هو الفشل الكلوي؟
الفشل الكلوي المزمن هو تدهور تدريجي في وظائف الكلى، وينتج غالبًا عن أمراض مزمنة مثل السكري، ارتفاع ضغط الدم، أو التهابات الكلى المزمنة. عند بلوغ المريض المرحلة النهائية (End-Stage Renal Disease – ESRD)، تتوقف الكلى عن أداء وظائفها الحيوية ويصبح الغسيل الكلوي أو زراعة الكلى هو الحل الوحيد للبقاء.

دور الغسيل الكلوي في حياة المريض
الغسيل الكلوي يعوض مؤقتًا عن وظائف الكلى، حيث تتم إزالة السموم والفضلات والملح والماء الزائد من الجسم. يحتاج معظم المرضى إلى ثلاث جلسات غسيل أسبوعيًا، كل منها تستغرق حوالي 4 ساعات، للحفاظ على توازن الجسم الكيميائي والفيزيولوجي.

تأثير انقطاع جلسات الغسيل على صحة المريض
انقطاع الغسيل الكلوي يؤدي إلى تراكم السموم والفضلات والسوائل في الجسم، ما يسبب أعراضًا خطيرة تشمل:
• ضيق التنفس بسبب احتباس السوائل في الرئتين
• تورم الأطراف والوجه
• اضطراب نظم القلب نتيجة ارتفاع البوتاسيوم
• تشوش في الوعي أو الغيبوبة
• ألم شديد في الجسم وصداع
• ارتفاع ضغط الدم غير المسيطر عليه
• خطر الموت خلال أيام إلى أسابيع حسب الحالة

العوامل التي تؤدي لانقطاع الجلسات
• نقص المواد الطبية والأدوية اللازمة للغسيل
• تعطل أجهزة الغسيل أو انقطاع الكهرباء
• صعوبة وصول المرضى إلى مراكز الغسيل بسبب الأوضاع الأمنية أو غياب وسائل النقل
• ضعف التمويل والدعم الطبي في المناطق المنكوبة

البعد الإنساني والنفسي
لا يواجه مريض الفشل الكلوي فقط الألم الجسدي، بل يعاني أيضًا من قلق دائم بشأن الاستمرارية في تلقي العلاج. يشعر المرضى وأسرهم بالخوف من الموت، وبالإحباط بسبب اعتمادهم المستمر على نظام علاجي مهدد بالتوقف في أي لحظة. يؤدي ذلك إلى مشكلات نفسية مثل الاكتئاب، العزلة، وفقدان الأمل.

الحلول المقترحة
• توفير دعم دولي لضمان استمرارية خدمات الغسيل الكلوي في مناطق الأزمات
• إدراج مرضى الفشل الكلوي ضمن أولويات الإغاثة الطبية
• تعزيز برامج الغسيل البريتوني المنزلي كبديل مرن
• تشجيع التبرع بالأجهزة والمستلزمات لمراكز الكلى المحتاجة
• تطوير خطط طوارئ صحية تضمن عدم انقطاع الخدمة

مرضى الفشل الكلوي هم من أكثر الفئات هشاشة في المجتمع، وحياتهم مرتبطة بجلسات علاجية دورية لا تحتمل التأجيل. انقطاع الغسيل الكلوي ليس مجرد أزمة طبية، بل مأساة إنسانية تتطلب تحركًا فوريًا من الجهات الصحية والإغاثية لضمان حق هؤلاء المرضى في الحياة.