مقالات

محمد إدريس يكتب سيادية النقل البحري

خرطوم سبورت

سيادية النقل البحري ..!!
محمد إدريس
عند البكاء على أطلال النقل البحري السوداني لا تزال صورة آخر باخرة سودانية “النيل الأبيض” تلك اليتيمة المتبقية من إرث الخطوط البحرية وهي تطرح في المزاد/ مجمدة في الذاكرة ضمن صور الخصخصة الجائرة قبل عشرة أعوام ونيف حيث كادت الخصخصة أن تطال الموانيء بعد أن بيعت البواخر وتلك قصة أخرى ..!!
المهم تم انزال العلم السوداني من ناقلنا الوطني وفضت المظاريف للبيع، وكان التبرير الفطير حينها أن الحكومة بصدد بناء أساطيل جديدة ومنذ ذلك الزمن ظلت تنعقد وتنفض الورش والناقشات حول: مستقبل النقل البحري ودوره في دعم الاقتصاد الوطني من حيث دور الدولة في ترقية النقل البحري/ وتأثير غياب النقل الوطني البحري، ولكن لا جديد سوى أن البلاد ظلت بلا ناقل وطني حتى قيض الله لبلادنا “تاركو البحرية” التي رست على شاطيء المستقبل وفقا لا على المواصفات الدولية في وقت تعج فيه المرابط والأرصفة بالبواخر الأجنبية التي تنقل كل شيء، وتطلع على كل شيء، وتحصل على جميع عقودات النقل البحري بما فيها المرتبطة بالسلع الإستراتيجية والضرورية مما يجعلها تذعن لاشتراطات النقل الأجنبي..!
فتحت صحيفة الكرامة الغراء ملف النقل البحري وتهديده للأمن القومي و مخاطر هيمنة الشركات الأجنبية، بالتحقيق الاستقصائي الذي أجراه الزميل العزيز رحمة عبدالمنعم والذي كشف أن :85% من التجارة عبر الشركات الأجنبية / التلاعب في مسارات الشحن /خطورة غياب الناقل الوطني على الأمن الوطني في ظل معركة الكرامة التي تخوضها بلادنا مع دويلة الشر ومرتزقتها وملايشها بأطماعهم على أهم معبر بحري للتجارة العالمية ..!
ذلك التحقيق الضجة فتح نقاشات قديمة متجددة عن أهمية تشجيع القطاع الخاص الوطني لخوض تجارب مماثلة لتجربة تاركو، بكسر اتحكارية الشركات الأجنبية التي تتضخم وتصبح في الآخر كروت ضغط سياسي واقتصادي، بإصلاح المنظومة البحرية والملاحية ككل برفع كفاءة وتطوير الموانيء بامتلاك بواخر وسفن عملاقة لنقل البضائع وتأهيل الطرق والسكك الحديدية لرفع معدلات القيمة الإضافية للموانيء ولانسياب حركة الصادرات والواردات في ضوء الانتصارات الكاسحة للقوات المسلحة في جميع ربوع البلاد..!
وفي الآخر ما دام جنودنا البواسل يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ويدكون حصون العدو لأجل السيادة الوطنية التي سعت مليشيا آل دقلو الإرهابية انتزاعها باشعال الحرب وتهجير ملايين المواطنيين وقتل الآلاف، وما دام الإعلام الوطني ظل الخندق الأول لحماية تلك السيادة من زعازع الحرب النفسية الرخيصة للإعلام الماجور حتى يحدث شق للصف الوطني المحتشد خلف القوات المسلحة والأجهزة المساندة الأخرى، فإن تحرير النقل البحري واجب وطني ببناء منظومة اقتصادية يجد فيها القطاع الخاص السوداني الاهتمام والتشجيع المطلوب لحماية السوق البحري من المهددات..!

تابعنا على واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى