
رشان أوشي: المثلث المحترق وكواليس التوغل الإقليمي في حرب السودان
أثارت تقارير متواترة حول مشاركة ميليشيات تابعة للجنرال الليبي خليفة حفتر في “عملية المثلث” بجانب قوات الدعم السريع، قلقًا واسعًا في الأوساط السياسية والمجتمعية السودانية، وسط تحذيرات من انزلاق البلاد إلى صراع إقليمي مفتوح.
وفي مقال نشرته الصحفية رشان أوشي، اعتبرت أن ما يجري حاليًا في المثلث الحدودي بين السودان وليبيا ومصر هو بمثابة محاولة “لإخراج القط بجلد النمر”، بعد سلسلة الهزائم التي لحقت بقوات الدعم السريع، وتمرد مجتمعات محلية في دارفور وكردفان على عمليات التجنيد القسري.
وأضافت أوشي أن جميع الميليشيات المزعزعة للاستقرار في الإقليم يتم تحريكها من قِبل أبوظبي، التي تسعى عبر هذه العملية لإنقاذ “آل دقلو” من مأزق عسكري وأخلاقي متفاقم، خاصة في ظل تصاعد فاتورة الحرب على مجتمعاتهم المحلية.
وتابعت أن التوغل الليبي بقيادة حفتر يضع المنطقة على “فوهة بركان”، في ظل ترقب مصري لما يمكن وصفه بـ”الرد الانتقامي” لحماية حدودها من أي اختراق ميليشياوي.
ورغم قدرة القوات النظامية على صد هذه التحركات، إلا أن الصحفية رشان أوشي وجهت انتقادات حادة إلى القوى السياسية السودانية، متهمةً إياها بالانشغال بتقاسم السلطة في الحكومة الجديدة بدلًا من دعم المجهود الحربي.
كما وجّهت انتقادات مباشرة لوزير المالية السابق جبريل إبراهيم، لدفعه أقلامه الإعلامية نحو التأثير على تشكيل الحكومة، بدلاً من تركيز الجهود على جبهات المثلث ودارفور.
وأنهت أوشي مقالها بخلاصة داكنة، معتبرة أن السودان “بلد سيئ الحظ، كلما داوى جرحاً سال آخر”، في إشارة إلى تعمّق الأزمات السياسية والأمنية التي تضرب البلاد.