الأنيميا عند النساء: أكثر من مجرد نقص حديد
الأنيميا، أو فقر الدم، تُعتبر من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا بين النساء، خصوصًا في سن الإنجاب. وغالبًا ما تُختزل في الأحاديث العامة بأنها مجرد “نقص حديد”، لكن الحقيقة أن الأنيميا عند النساء لها أبعاد متعددة، وأسباب متنوعة، وتداعيات صحية تتجاوز الشعور بالتعب أو الدوخة فقط.
ما هي الأنيميا؟
الأنيميا هي حالة تحدث عندما يقل عدد خلايا الدم الحمراء أو ينخفض تركيز الهيموغلوبين، وهو البروتين المسؤول عن نقل الأكسجين إلى خلايا الجسم. النتيجة؟ ضعف وصول الأكسجين لأنسجة الجسم، مما يؤدي إلى أعراض متعددة، منها:
• الإرهاق المزمن
• شحوب الوجه
• ضيق في التنفس
• تسارع ضربات القلب
• صعوبة في التركيز
• تساقط الشعر
لماذا النساء أكثر عرضة للأنيميا؟
هناك عوامل تجعل النساء أكثر عرضة للإصابة بالأنيميا، منها:
• الدورة الشهرية: النزيف الشهري المستمر يؤدي لفقدان كميات من الحديد.
• الحمل والرضاعة: الحاجات الغذائية تزداد، خاصة من الحديد وحمض الفوليك وفيتامين B12.
• الأنظمة الغذائية غير المتوازنة: خصوصًا عند اتباع حميات قاسية أو نباتية بدون تعويض مناسب.
ليست كل أنيميا بسبب نقص الحديد!
رغم أن نقص الحديد هو السبب الأشهر، فإن الأنيميا عند النساء قد تحدث لأسباب أخرى، مثل:
• نقص فيتامين B12 أو حمض الفوليك: يؤدي لنوع خاص من الأنيميا يُعرف بـ “الأنيميا الكبيرة الحجم”.
• أمراض مزمنة مثل أمراض الكلى أو الالتهابات المزمنة، والتي تؤثر على إنتاج خلايا الدم الحمراء.
• أمراض الجهاز الهضمي مثل السيلياك أو قرح المعدة التي تؤثر على امتصاص الحديد والعناصر الأخرى.
• نزيف غير مرئي: مثل النزيف من القولون أو الأورام الليفية في الرحم.
كيف يتم التشخيص؟
يبدأ التشخيص بتحليل دم شامل (CBC) ثم اختبارات إضافية مثل:
• مخزون الحديد (Ferritin)
• مستوى فيتامين B12
• حمض الفوليك
• وظائف الغدة الدرقية
• اختبارات الدم الخفي في البراز
العلاج: حسب السبب وليس الأعراض فقط
علاج الأنيميا يجب أن يستهدف السبب الجذري، وليس مجرد تعويض الحديد عشوائيًا، لأنه:
• إذا كانت المشكلة في نقص فيتامين B12، فإن تناول الحديد لن يفيد.
• إذا كان هناك نزيف داخلي، فيجب معالجته أولاً.
• إذا كانت هناك أمراض مزمنة، فيجب التحكم بها لتحسين الحالة العامة.
