يوميات رحال
. *عبد المنعم شجرابي*
اصلي مابصدق
*** الدخول الى شارع الحوداث الموازي شمالاً لمستشفى الخرطوم والممتد من شارع القصر شرقاً والى شارع المك نمر غرباً وايجاد موقف للسيارة من الصعوبة بمكان.
وبعد معاناة حصلت على موقف على بعدٍ من عيادة اختصاصي العظام الذي قصدته والعيادة بمبنى كبير يتقاسمه عدد من الاطباء من مختلف التخصصات واخذت رقمي وفي الحوش الكبير جلس المرضى والمرافقون بعضهم يتحدث همساً والبعض الآخر يفضل الصمت ليقطع الحديث او الصمت. شحاد مادٍ يده وبعده شحاد يعقبه شحاد ويستمر طابور الشحادين على طريقة دخلت نمله واخذت حبة وخرجت وجميعهم يدعو بعبارةٍ واحده.. الله يشفيكم وبلاشك فهذه الدعوة وفى هذا المكان تدغدغ القلوب وتنزل برداً وسلاماً على النفوس
*** تميز طابور الشحادين هذا بصبي مشلول يحمله شاب على اعناقه والصبي ينادي بصوت ( يحنن الكافر ) والشاب الذي يحمله يستلم ما تيسر وبلامبالغة فكل الحضور جاد لهما بما اجاد.
*** خرجت من مقابلة الطبيب متاخراً وامامي وعلى امتار يسير الشاب وعلى اعناقه الصبي المشلول وبرفقٍ انزله على ضهرية عربه تقف الى جانب عربتي ولطلب ثواب الآخرة قلت ممكن اطلعكم شارع المك نمر فرد الشاب نحن ممكن نديك قروش وتوصلنا البيت وافقت وقد جاءني اجر الدنيا وانا اطلب ثواب الآخره قلت ادفعوا البتدفعوه.
وفوراً فتح الشاب الباب واجلس الصبي على المقعد الخلفي بحنان الاب وتوكلت على بركة الله ومع بداية الرحلة اخرج كل منهما ماعنده وبدات القسمة واظنها كانت ( قسمة طيزى ) والشاهد ان ( الرطانه ) حلت مكان اللغة العربية والاصوات ارتفعت ( والنفس قام )
*** دخلت الى الحي الطرفي بالخرطوم والليل ارخى سدوله والظلام دامس ولاشئ يضئ الا ( عيون الكدايس ) ولاصوت الا اصوات الكلاب ( بنات الكلب ) ولامشاهد بالشارع الا ( عناقريب ) واجساد تتمدد عليها اقرب ( للجنائز )
*** وانا افكر في كيفيه الخروج من ( الورطه ) والعودة للمنزل ظللت ( اكنتك ) نور طويل نور قصير تجنباً ( للحفر )وتعاملاً مع (الدقداق ) ويدي على قلبي طالبوني بالوقوف وكانت المفاجأة والصبي المحمول يفتح الباب ويطلق ساقيهِ للريح بأسرع من تسديده قويه لكرستيانو رونالدو والشاب يجري من خلفه وثالثهم كلبهم ليدخل الاول الى منزله والآخر يدخل المنزل المجاور
*** وانا اقف مندهش ( ومطير عيوني ) وقع في اذني صوت ( مكنه العربيه ) بنغمة
*( اصلي مابصدق )*
