خطورة تأخر اعلان الحكومة..
عثمان ميرغني
المتغيرات الخارجية المؤثرة على السودان تتحرك بسرعة كبيرة.. وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية مارك روبيو يحدد السودان وجهة تالية لقطار السلام الدولي.. ترتيبات للشرق الأوسط الجديد لا تنتظر تثاقل الأرجل بل تفرض فرضا، بينما السودان لا يزال في محطة البحث عن حكومة.
يجدر أن يكون للسودان سياسة خارجية مدروسة وقادرة على قراءة المتغيرات لاستثمارها في اخراج البلاد من نفق الحرب والإنطلاق في آفاق النهضة.
رئيس الوزراء دكتور كامل ادريس سبق له أن وجه بتكوين المجلس السوداني للشؤون الخارجية ليكون مسؤولا عن تصميم السياسة الخارجية و دعم القرار الدبلوماسي. من الحكمة أن تشرع الوزارة – حتى مع غياب الوزير- في تنفيذ هذا التوجيه. اختيار كفاءات وخبرات من الدبلوماسيين المتقاعدين وخبراء متقاعدون من المخابرات العامة والاستخبارات العسكرية و بعض الباحثين من مراكز الدراسات الاستراتيجية و الجامعات.
السودان مطالب الآن بخارطة طريق واضحة لمفاوضات “متعددة المسارات” جادة داخلية وخارجية لتعجيل ايقاف الحرب والقفز إلى مربع حديد.
من الحكمة أن تخطط الحكومة السودانية لجعل العام 1925 آخر سنين الجدب.. تنهي الحرب تماما.. تستعيد مواطنيها من مهاجر اللجوء و منافي النزوح و تنطلق قاطرة بناء دولة حديثة ينعم أهلها بالسلام والأمان والرفاهية ؛ و ترتيب الكلمات هنا مقصود.
الرياح الدولية والاقليمية تنفخ في أشرعة السودان.. لا ليتعافى فحسب بل ليرتقي بمقعده بين الأمم ويتحول لدولة مانحة لا مستجدية للسلام و الاحسان.
لكن إذا تأخر تشكيل الحكومة فإن الفرص لن تنتظر، مثل الكرة التي تمر أمام المرمى الخالي و ليس لقدم المهاجم إلا أن يركلها لتعانق الشباك، او يتأخر قليلا فيفقد الفرصة.
مطلوب اعلان كامل تشكيل الحكومة خلال لهذا الأسبوع..
#حديث_المدينة الاثنين 30 يونيو 2025
