
ويستمر مسلسل قطوعات الكهرباء
شهدت عدة ولايات سودانية خلال الساعات الماضية انقطاعًا مفاجئًا وواسع النطاق في التيار الكهربائي، دون أي إنذار مسبق من الجهات المختصة، ما تسبب في حالة من الإرباك في الحياة اليومية للمواطنين، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة واعتماد كثير من القطاعات الحيوية على الطاقة الكهربائية.
وبحسب شهادات محلية، فقد بدأ التيار الكهربائي في العودة بشكل متقطع إلى بعض المناطق بعد ظهر اليوم، في حين لا تزال مناطق أخرى، خاصة في شرق السودان، تعاني من انقطاع كامل.
وكشفت مصادر مطلعة أن عطلاً شاملاً ضرب الشبكة القومية للكهرباء، ما أدى إلى توقف الخدمة في معظم أنحاء البلاد، وسط غياب أي توضيحات رسمية من الشركة السودانية للكهرباء حول أسباب العطل أو التوقيت المتوقع لإعادة التيار بشكل كامل.
ويأتي هذا الانقطاع في وقت تعيش فيه البلاد برمجة قطوعات قاسية وممتدة تصل أحيانًا إلى 14 ساعة يوميًا، ما يعكس حجم التحديات العميقة التي يواجهها قطاع الكهرباء، في ظل الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وأثرت الحرب بشكل مباشر على محطات التوليد والخطوط الناقلة، خاصة في العاصمة الخرطوم ومناطق دارفور وكردفان، إلى جانب نقص حاد في الوقود وتراجع القدرة التشغيلية للمحطات الحرارية وسد مروي، ما ساهم في تفاقم أزمة الإمداد الكهربائي.
وأعرب مراقبون عن قلقهم من أن تؤدي الانقطاعات المتكررة إلى تدهور إضافي في قطاعات الصحة والتعليم والمياه، التي تعتمد على الكهرباء بشكل مباشر، في وقت تبذل فيه السلطات المحلية والمبادرات المدنية جهودًا لإعادة تأهيل البنية التحتية، وسط مطالبات ملحّة بإيجاد حلول عاجلة ومستدامة تضمن استقرار الخدمة الكهربائية في البلاد.