صيحة لكل الرياضيين عامة… والهلالاب والمريخاب خاصة
بقلم: محمد الشيخ مدني
عشرات السنوات وكرتنا غارقة في المحلية… نتنافس داخلياً في دوري محلي تعبان… الفائز يملأ الكون ضجيجاً وخيلاء وتنبيط، والمهزوم يشد صيواناً للعزاء والإحباط والحزن.
لنبدأ صفحة جديدة من المنافسات الخارجية.
ففي مرة واحدة فقط صدقت معنا وفاز المريخ بالبطولة الإفريقية الثانية (كأس مانديلا 1989).
ومرةً مرةً نتاوق لمراحل متقدمة كما فعل الهلال أكثر من مرة ووصل حتى النهائي.
هذه كل إنجازاتنا عبر أكثر من تسعين عاماً… وهي حصيلة ضعيفة حدثت في زمن الهواية والاجتهادات الفردية والجماعية.
أما اليوم، فالعالم تغيّر، والاجتهاد وحده لم يعد كافيا
لا مكان للاجتهاد في عالم اليوم
الفيفا لم تترك لك فرصة في الاجتهاد، بل اجتهدت نيابة عن الأندية.
فإذا كنت تريد أن تكون مؤهلاً فنياً للتنافس خارجياً وتحظى بفرصة للفوز بلقب قاري، فعليك أن تستوفي شروط ترخيص الأندية التي حددتها الفيفا.
بعبارة أوضح، تقول الفيفا:
> إذا مستواك الفني والإداري تعبان، مفروض الاتحاد العام ما يديك رخصة، وما في داعي تشارك في مناسبة أعلى فنياً من مستواك بكثير.
هذا الكلام صدر عام 2012، ومع ذلك استمرت لجان الترخيص المحلية تمنح الرخصة لأي نادٍ سوداني مشارك خارجياً، وهي تعلم أن النادي غير مستوفٍ للشروط.
شروط الفيفا للترخيص: الحقيقة المؤلمة
شروط الترخيص تشمل خمسة محاور رئيسية:
1. رعاية النشء وتطوير قدراتهم من خلال تكوين:
فريق ناشئين
فريق شباب
فريق أول
2. البنى التحتية
3. الكوادر الإدارية العاملة في النادي
4. الالتزامات القانونية
5. الجوانب المالية الشفاف
الفئات الثلاث للترخيص
الفئة (أ): شروط تمثل الحد الأدنى، ملزمة، ويجب استيفاء 100% منها.
الفئة (ب): شروط ملزمة أيضاً، لكن عدم استيفائها لا يمنع الترخيص بل يؤدي إلى غرامات.
الفئة (ج): وضع مثالي وغير إلزامي.
علينا التركيز على الفئة الأولى، لأنها طريقنا الوحيد للتأهل القاري الحقيقي.
النتيجة الصادمة للهلال والمريخ
عند تطبيق الـ48 شرطاً من الفئة (أ) على ناديي الهلال والمريخ، كانت النتيجة:
كل نادٍ استوفى 10 شروط فقط من أصل 48.
39 شرطاً لم يُستوفَ.
وهذا يعني: سقوط مدوٍ، وغير مؤهلين للرخصة.
تفاصيل النتيجة:
المحور عدد الشروط المستوفى
المحور الأول (النشء) 10 2
المحور الثاني (البنى التحتية) 9 2
المحور الثالث (الكوادر) 8 4
المحور الرابع (القانوني) 12 2
المحور الخامس (المالي) 9 0
—
ما هو الحل؟
الحل واضح وسهل:
تشكيل خمس مجموعات من كل نادٍ، أو مجموعة مشتركة.
كل مجموعة تتخصص في محور واحد.
تدرس الشروط بدقة.
تحوّلها إلى خطة قابلة للتنفيذ على أرض الواقع.
تُرفع لمجلس الإدارة لاتخاذ ما يلزم.
—
أكاديميات كرة القدم: مفتاح المستقبل
أكاديميات كرة القدم هي الحل المستدام لتخريج لاعبين أفذاذ.
في العالم هناك أكاديميات ناجحة في أوروبا وأمريكا الجنوبية، وقليلة في إفريقيا.
قناعتي الراسخة: أن الطفل السوداني يملك موهبة فطرية استثنائية، تفوق أقرانه في كثير من الدول.
—
مبادرة ولاية الخرطوم
خلال ورشة حول كرة القدم نظّمتها ولاية الخرطوم،
اقترحت على السيد الوالي تخصيص قطعتَي أرض (كل واحدة 250 ألف متر مربع = 60 فداناً تقريباً) لناديي الهلال والمريخ لإنشاء أكاديميات.
وقد وافق السيد الوالي، ووجّه إدارة الأراضي بتنفيذ التوصية.
> تكلفة الأكاديمية تُقدّر بـ7 مليون دولار، ويمكن تمويلها من مستثمرين خارجيين.
فقط نحتاج إلى تسويق ذكي وجاد.
ختاماً:
أرجو أن لا تكون هذه الصيحة صيحة في وادٍ.
.
> ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد.
تحياتي لكم جميعاً
محمد الشيخ مدني
