اقتصاد

جنيه بلا حصانة.. كيف ابتلع الدولار ما تبقى من الاقتصاد السوداني؟

خرطوم سبورت

جنيه بلا حصانة.. كيف ابتلع الدولار ما تبقى من الاقتصاد السوداني؟

الخرطوم – واصل الجنيه السوداني تراجعه الحاد أمام العملات الأجنبية خلال شهر يوليو 2025، مسجلًا أحد أسوأ مستويات الانهيار منذ اندلاع الحرب في البلاد في أبريل 2023، وسط تصاعد الأزمات الاقتصادية والانهيار الكامل للثقة في النظام المصرفي.

من 2,753 إلى 3,250 جنيهًا للدولار.. انهيار تدريجي لكنه متسارع

بدأ الدولار الأمريكي تعاملاته في يوليو عند مستوى 2,753.01 جنيهًا، قبل أن يشهد ارتفاعًا تدريجيًا بلغ ذروته في الأسبوع الثالث متجاوزًا حاجز 3,350 جنيهًا، ثم استقر عند 3,250 جنيهًا بنهاية الشهر، ليسجل أعلى مستوى له منذ بدء النزاع الداخلي، في وقت يعاني فيه الاقتصاد السوداني من صدمة مزدوجة بين الحرب وانهيار المؤسسات المالية.

أسباب الانهيار: حرب داخلية، نزوح، وانهيار الإنتاج

ترجع أسباب هذا الانهيار الكبير إلى عدة عوامل، أبرزها استمرار الحرب التي عطلت الإنتاج الزراعي والصناعي، ونزوح الملايين من المواطنين، وتدمير البنية التحتية الحيوية مثل المصارف وشبكات الكهرباء والمياه، إضافة إلى عمليات النهب التي طالت البنوك في مناطق سيطرة الدعم السريع.

البنك المركزي غائب، والأسواق تنهار

فاقم غياب البنك المركزي وتوقفه عن التدخل في سوق الصرف من الأزمة، خاصة مع توقف التحويلات الخارجية، وانسحاب المؤسسات الدولية وتعليق برامج الدعم، مما أدى إلى ارتفاع حاد في الطلب على العملات الصعبة، وارتفاع أسعار الصرف في السوق الموازي بصورة غير مسبوقة.

أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني اليوم السبت 2.8.2025

الدولار الأمريكي: 3,200 جنيه (متباين من 3,130 إلى 3,250)

الريال السعودي: 853.33 جنيه (متباين من 834.66 إلى 866.66)

الجنيه المصري: 65.74 جنيه (متباين من 64.31 إلى 66.77)

الدرهم الإماراتي: 871.93 جنيه (متباين من 852.86 إلى 885.55)

اليورو: 3,678.16 جنيه

الجنيه الإسترليني: 4,266.66 جنيه

الريال القطري: 879.12 جنيه (متباين من 859.89 إلى 892.85)

تدهور القدرة الشرائية للمواطنين وفقدان الثقة في العملة الوطنية

أدى الانفلات المستمر في أسعار الصرف إلى ارتفاع حاد في أسعار السلع الأساسية وتدهور القدرة الشرائية، وسط موجة غلاء طاحنة باتت تهدد الحياة اليومية للمواطنين في معظم أنحاء السودان، ما ينذر بمزيد من الأزمات في الأشهر القادمة ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى