
الهدف الاول
محمدعلي الماحي
عبدالخالق والي الرياضة في زمن الحرب
في زمنٍ تكالبت فيه التحديات على ولاية شمال كردفان، وفي ظل حربٍ ألقت بظلالها الثقيلة على المدن والقرى، ظل هناك شعاع أمل يتسلل إلى النفوس عبر المستطيل الأخضر، حيث تتحول ملاعب كرة القدم إلى ساحات فرح، ومنابر للوحدة، وملاذ للقلوب المتعبة.
وسط هذا المشهد القاسي، برز اسم والي ولاية شمال كردفان، عبد الخالق عبداللطيف، كعنوان بارز للحب الصادق والعشق الحقيقي للرياضة. لم يكن الوالي غريبًا عن الملاعب ولا عن هموم الأندية، فقد مارس العمل الإداري في الأندية الرياضية لسنوات، خبر دهاليزها، وفهم تحدياتها، وعرف قيمة أن تكون الرياضة جسرًا يربط الناس في أحلك الظروف.
ورغم ثقل المسؤوليات السياسية والإدارية، لم يتردد الوالي في جعل الرياضة جزءًا من أولوياته. تنقّل بين الأحياء والملاعب، يزور الفرق والأندية، يشجع اللاعبين، ويدعم المبادرات التي تبعث الحياة في النشاط الرياضي، إيمانًا منه بأن الرياضة ليست ترفًا في زمن الحرب، بل هي علاج للروح، ومتنفس للأمل، ورسالة صمود أمام قسوة الأيام.
لقد جسّد عبد الخالق عبداللطيف معنى أن يكون القائد قريبًا من شعبه، حاضرًا في ميادينهم، داعمًا لأحلامهم، ومؤمنًا بأن كرة القدم وأخواتها من الألعاب يمكن أن تكون بذرة لوحدة المجتمع وإشعال جذوة التفاؤل في النفوس.
في الأبيض، حين تتعالى أصوات التشجيع وتتحرك الكرة بين الأقدام، يعرف الجميع أن هناك رجلًا يقف خلف هذا المشهد، يؤمن أن الرياضة ستظل نبض الحياة حتى في قلب الحرب.
حين ضاقت السبل، واشتدت الحرب على ولاية شمال كردفان، كانت المدينة تبحث عن متنفس يعيد إليها الحياة، ويخفف عن أهلها وطأة الأيام الثقيلة. لم تجد غير الرياضة — وكرة القدم على وجه الخصوص — لتكون الملاذ الآمن والنافذة التي تطل منها الأرواح على الفرح.
في تلك اللحظة، لم يكن والي الولاية عبد الخالق عبداللطيف متفرجًا، بل كان في قلب الميدان. رجل خبر دروب الأندية إداريًا قبل أن يتولى منصبه، عاشق للرياضة يعرف قيمتها في بناء المجتمع، ومؤمن بأنها جسر عبور من ضيق الحرب إلى فسحة الأمل.
لم يكتفِ الوالي بالكلمات، بل دعم أندية الولاية ماديًا ومعنويًا؛ الزمالة، أم روابة، الرفاق، الصفا، الفجر، وتقي… كلها وجدت في وقفته الصادقة سندًا يعينها على مواصلة نشاطها. لم يتردد في مد يد العون بالمال، وفي حضور المباريات والفعاليات، وفي تشجيع اللاعبين والجماهير.
كلماته كانت واضحة وصادقة: “الرياضة كانت المنفذ الوحيد في وقت الحرب، وعندما احتاجت الحكومة لمخرج كانت الدورات الرياضية هي الجسر الذي عبرنا به أصعب الأوقات.”
اليوم، تشهد ملاعب الأبيض وبقية مدن الولاية أن صوت صافرة الحكم في بدء المباراة كان أحيانًا أقوى من أصوات المدافع في نفوس الناس، وأن الحشود على المدرجات كانت صورة من صور التكاتف الشعبي، وأن وراء كل ذلك واليًا رأى في الرياضة أكثر من مجرد لعبة… رآها روح حياة.