عبدالله الشريف عبدالله : اتحاد عام شباب دار حمر: التنوع الشبابي حاضر… ولكن، ماذا بعد؟

عبدالله الشريف عبدالله :

اتحاد عام شباب دار حمر: التنوع الشبابي حاضر… ولكن، ماذا بعد؟

شهد اللقاء الأول لاتحاد عام شباب دار حمر للعام 2025م، الذي انعقد بقاعة أمانة حكومة شمال كردفان بمدينة الأبيض تحت شعار “كلنا جيش”، حضوراً لافتاً ومميزاً لشباب الدار، إلى جانب شباب من إثنيات أخرى من غرب وشمال كردفان، خاصةً المسيرية. هذا المشهد رسم لوحة مجتمعية شبابية خالصة، ووضع الأساس لأمل بمستقبل واعد لشباب غرب كردفان خالٍ من التمييز القبلي أو الجهوي أو المناطقي.

وقد أفلح رئيس الاتحاد، حمد صافي حمد، ومكتبه التنفيذي في تنظيم اللقاء وإخراجه بصورة واضحة، بيّنت معالم الخارطة الشبابية القادمة لمستقبل شباب الدار وشباب غرب كردفان. هذا التنظيم دفع والي الولاية، اللواء ركن (م) حقوقي محمد آدم جايد، الحاضر برفقة أركان إدارته، إلى التأكيد قائلاً: “اليوم شباب دار حمر، وغداً شباب المسيرية، وبعد غدٍ شباب غرب كردفان، ومن ثم شباب كردفان وشباب السودان”.

مثل هذا اللقاء كان مفقوداً منذ زمن طويل. الحرب اللعينة والمشؤومة، رغم قسوتها، إلا أنها وحدت الوجدان الشبابي لأبناء غرب كردفان، إذ أن النقاش الأبرز كان حول تحرير وتطهير الولاية من دنس المليشيا المتمردة، وهو ما لا يتحقق إلا بوحدة الصف والتكاتف والتعاضد وترك النظرات الضيقة.

ما شهدناه داخل القاعة اليوم كان مؤثراً: زُرفت الدموع الصادقة وتشابكت الأيادي حباً وشوقاً للديار، التي قدم فيها الشباب أرواحهم رخيصة من أجل كرامة الشعب السوداني الأصيل، الذي هجرت منه أراضيه قسراً. شباب دار حمر، بشجاعتهم وإصرارهم، أظهروا أن الوحدة والتنوع الاجتماعي يمكن أن يكونا أساساً لبناء مستقبل أفضل.

غرب كردفان اليوم تنتظر الكثير من هؤلاء الشباب، ومجتمعها يقول لهم: حافظوا على هذه اللُحمة، حافظوا على هذا التنوع، حافظوا على هذا التماسك… ووحدوا شعاراتكم تحت شعار واحد: كلنا جيش.