الاخبار

دبلوماسية في زمن الحرب: السودان يفتح بابًا جديدًا مع طهران

خرطوم سبورت

دبلوماسية في زمن الحرب: السودان يفتح بابًا جديدًا مع طهران

متابعات_خرطوم سبورت

في سياق التحركات الدبلوماسية السودانية المكثفة خلال أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك، عقد وزير الخارجية والتعاون الدولي، السفير محي الدين سالم، اجتماعاً ثنائياً مهماً مع وزير الخارجية الإيراني سيد عباس عراقجي. اللقاء جرى على هامش الاجتماعات الأممية، وشكّل محطة مفصلية في مسار إعادة بناء علاقات السودان الخارجية، لا سيما مع دول كانت العلاقات معها متوقفة أو متوترة خلال السنوات الماضية.

أجندة اللقاء: تعاون واستثمار وتنسيق إقليمي

ناقش الوزيران سبل تطوير التعاون في مجالات الاستثمار والتبادل التجاري والاقتصادي، إضافة إلى فتح قنوات للتعاون في مجال الطاقة والزراعة والتكنولوجيا، وهي ملفات تحتاجها الخرطوم بشدة في ظل أزمتها الاقتصادية الراهنة. كما تطرق الجانبان إلى أهمية التنسيق السياسي في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مثل أمن البحر الأحمر، استقرار القرن الإفريقي، والتحديات المرتبطة بالهجرة والنزاعات الإقليمية.

وأكد الطرفان أن الدفع بالعلاقات الثنائية يخدم مصالح الشعبين، خاصة في ظل الظروف المعقدة التي تواجه السودان والمنطقة ككل، وأن استئناف التعاون الدبلوماسي يمكن أن يشكّل مدخلاً لشراكات اقتصادية وإنسانية تساهم في التخفيف من آثار الحرب.

خلفية تاريخية للعلاقات السودانية–الإيرانية

العلاقات بين الخرطوم وطهران انقطعت في يناير 2016 عقب إعلان السودان تضامنه مع السعودية ودول الخليج في مواجهة التصعيد الإيراني آنذاك. طوال السنوات اللاحقة، ظل التواصل بين البلدين محدوداً للغاية، مع فتور واضح في التعاون السياسي والاقتصادي.

غير أن لقاء الفريق أول عبد الفتاح البرهان بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في الرياض في نوفمبر 2024، على هامش القمة العربية–الإسلامية، أعاد الأنظار إلى إمكانية عودة العلاقات، واعتُبر بمثابة “كسر جليد” مهّد لخطوات لاحقة مثل اجتماع نيويورك الحالي.

السودان في قلب أزمة داخلية خانقة

يأتي هذا التحرك الدبلوماسي في وقت يعيش فيه السودان أزمة غير مسبوقة منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات التمرد في 15 أبريل 2023. الحرب أسفرت عن:

مقتل عشرات الآلاف من المدنيين والعسكريين.

نزوح أكثر من 10 ملايين شخص داخلياً وخارجياً، في واحدة من أسوأ موجات النزوح في العالم.

انهيار الخدمات الأساسية في قطاعات الصحة والتعليم والمياه والكهرباء.

تفاقم الأزمة الإنسانية لتصبح من بين الأسوأ في تاريخ السودان الحديث بحسب تقارير الأمم المتحدة.

تحرك لإعادة التموضع الدولي

في ظل هذه التحديات، تسعى الحكومة السودانية جاهدة إلى استعادة موقعها الدبلوماسي على الساحة الدولية، عبر سلسلة لقاءات يجريها وزير الخارجية مع نظرائه من مختلف دول العالم، إلى جانب مسؤولي الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية.
ويهدف هذا الحراك إلى:

تأمين دعم سياسي في المحافل الدولية مثل مجلس الأمن.

جذب دعم إنساني يساهم في مواجهة الكارثة الإنسانية.

فتح فرص تعاون اقتصادي واستثماري مع شركاء جدد في مجالات الطاقة والزراعة والبنية التحتية.

إعادة بناء مؤسسات الدولة التي تأثرت بشكل كبير بسبب الحرب.

أهمية اللقاء مع إيران

لقاء وزير الخارجية السوداني بنظيره الإيراني قد يحمل دلالات أعمق من مجرد عودة دبلوماسية، إذ يمكن أن يفتح الباب أمام شراكات استراتيجية في مجالات الطاقة والنفط والكهرباء، إضافة إلى الاستفادة من الخبرات الإيرانية في مجالات البحوث الزراعية والصناعات الدوائية.
كما قد يشكل خطوة لتقارب سوداني–إيراني في ملفات إقليمية حساسة مثل البحر الأحمر واليمن، خاصة أن طهران لاعب مؤثر في هذه القضايا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى