
محمد عبدالقادر يكتب: مافيا البندول تضرب من جديد
متابعات_خرطوم سبورت
كشف الكاتب الصحفي محمد عبدالقادر عن وجود ما وصفه بـ”لوبيات” و”مافيا” تستثمر في مرض حمى الضنك الذي تفشّى في العاصمة الخرطوم، مشيرًا إلى أن بعض الجهات حولت مصل البندول إلى سلعة تُباع في السوق السوداء مثل الدولار والمخدرات.
وأوضح في مقاله المنشور أن المواطنين يعانون بشدة للحصول على المصل العلاجي، رغم إعلان السلطات عن وصول كميات كبيرة إلى المستشفيات والمراكز الصحية.
صيدليات ترفض البيع دون “روشتة” ومحاليل تُباع في الشوارع
وصف الكاتب مشاهد مؤلمة أمام بعض الصيدليات في أم درمان وشارع الوادي، حيث يصطف المواطنون في طوابير طويلة للحصول على “دربات البندول“، في وقت ينتشر فيه باعة مجهولون يبيعون المحاليل في الشوارع داخل أكياس سوداء دون مراعاة لشروط السلامة أو التخزين السليم.
وأشار إلى أن بعض المرضى يُبلغون في المستشفيات بإصابتهم بحمى الضنك، ثم يُتركون لمواجهة مصيرهم في السوق السوداء بعد نفاد المحاليل من المؤسسات الصحية.
تساؤلات حول غياب الرقابة الصحية
تساءل عبدالقادر عن كيفية تسرب كميات ضخمة من محاليل البندول من النظام الصحي إلى الأسواق، داعيًا وزارتي الصحة الاتحادية والولائية ولجنة الفريق إبراهيم جابر للتحقيق الفوري في القضية، ومحاسبة المسؤولين عن الفوضى التي تهدد حياة المواطنين.
«زادنا» تتدخل وتمنح وزارة الصحة 150 ألف وحدة علاج مجانًا
أشاد الكاتب بمبادرة شركة زادنا العالمية للاستثمار التي أعلنت مؤخرًا عن تسليم وزارة الصحة دفعة أولى تضم 50 ألف وحدة من محلول علاج حمى الضنك، مؤكدة أن 100 ألف وحدة إضافية في الطريق للتوزيع مجانًا على المستشفيات.
وأكد المدير العام للشركة طه حسين أن السوق يشهد ممارسات سلبية من بعض التجار الذين يخزّنون المحاليل ويرفعون أسعارها بصورة جنونية، ما دفع الشركة لتوفير الدعم المباشر حفاظًا على حياة المواطنين.
أسعار خيالية في السوق السوداء
ووفقًا لما ورد في المقال، فقد قفز سعر درب البندول من (2500 – 4000 جنيه) داخل الصيدليات إلى (10 – 12 ألف جنيه) في السوق السوداء، في حين تم ضبط كميات كبيرة مخزّنة داخل “ثلاجة بطاطس” في إحدى المناطق.
دعوة لمحاسبة المتورطين
طالب الكاتب الجهات الأمنية والرقابية بالتحقيق العاجل في القضية ومحاسبة كل من يثبت تورطه في إدارة أو تهريب محاليل البندول، مؤكدًا أن هناك أطرافًا تحاول إفشال جهود وزير الصحة هيثم محمد إبراهيم في السيطرة على تفشي حمى الضنك وتوفير العلاج مجانًا للمواطنين.
تحليل: أزمة صحية تكشف ضعف المنظومة الرقابية
تحمل قضية محاليل البندول أبعادًا أعمق من مجرد أزمة دواء، إذ تُظهر ثغرات كبيرة في منظومة الإمدادات الطبية والرقابة الصحية بالسودان.
كما تكشف عن غياب التنسيق بين القطاعين العام والخاص في إدارة الأزمات الصحية، الأمر الذي أتاح الفرصة لظهور سوق سوداء للأدوية.
ويرى مراقبون أن مبادرة «زادنا» تمثل نموذجًا لمسؤولية الشركات الوطنية في دعم الجهود الصحية، لكنها لن تكون كافية ما لم تُفعّل آليات الرقابة والمحاسبة لضمان وصول الدواء إلى مستحقيه.