مقالات

ياسر عائس يكتب: التعليم بين المطرقة والسندان !!

خرطوم سبورت

 

متابعات_خرطوم سبورت

وهج الحروف
التعليم بين المطرقة والسندان !!
تصاعدت حدة الإحتجاجات على الرسوم العالية التي فرضتها بعض الجامعات على التقديم للقبول الخاص ما أدى لعزوف الطلاب عن الخطوة ، والتفكير في بدائل أقل كلفة ومنها الدراسة بالخارج والتي باتت أيسر وأرخص من حيث الرسوم والإجراءات ، وأضمن بفعل الإستقرار الأكاديمي المستمد من الاستقرار السياسي والأمني  والتنفيذي ووضوح التدابير ، في ظل تكدس عدد من الدفعات بالمستوى الواحد طوال السنوات التي سبقت الحرب والتي أضافت أعباء جديدة على وأولياء الأمور حتى ما عادت مداخيل الأسرة مجتمعة تفي بإحتياجات طالب واحد.

إذا إفترضنا وجود خمسة تلاميذ وطلاب في الأسرة الواحدة فإنه يستحيل عليها توفير الاحتياجات الأكاديمية والمدرسية في ظل الارتفاع الجنوني للرسوم ، والأرقام الفلكية التي تطالب بها المدارس والكليات والجامعات الخاصة.

وحتى لا نقسو على تلك الجهات نؤكد أن الحالة الاقتصادية أصابتها في مقتل ، وإنها ليست إستثناءً من التدهور الإقتصادي، وما ترتب على الحرب من تدمير للبنية التحتية للمؤسسات التعليمية والتخريب الممنهج لكل ما يمت للعلم والثقافة والحضارة والبحث العلمي بصلة.

وفي ظل تآكل قيمة الجنيه السوداني وتراجع قوته الشرائية ، هذه الفاتورة القاسية يدفع ثمنها المواطن أيضاً في معاشه وعمله بعد أن تعطل دولاب الحياة وفقد موارده ودخله الثابت سواء من الوظيفة أو الأعمال الحرة  وبات يعتمد على الإعانات ، وقد وجد نفسه بين مطرقة الحرب وسندان الرسوم العالية التي تسببت في زيادة الفاقد التربوي ، وتسرُب الملايين خارج النظام المدرسي بعد أن تقطعت بهم السبل وبات التعليم فوق طاقة الأسر وأولياء الأمور ، ونخشى ان يصبح  التعليم في القريب العاجل لمن استطاع إليه سبيلا.
نعلم أن الجهات المختصة وقفت عند الرسوم العالية وطالبت بتخفيضها حتى تتناسب مع معدلات الأجور والرواتب ومؤشرات الدخل السنوي ومتوسط نصيب الفرد من الناتج الإجمالي كأرقام رسمية مسنودة بإحصاءات.

يفترض أن تحديد الرسوم يتم بموافقة وزارة التعليم العالي… مثلما تدخلت وزارة التربية والتعليم من قبل وأمرت المدارس الخاصة بمراعاة الظرف الاقتصادي وعدم تحميل التلاميذ مافوق طاقة الأسر..
تسببت محنة النزوح واللجوء في سفر العديد من الأسر لخارج السودان والتعرف على ثقافات جديدة ومنهج وأساليب تربوية وتعليمية مبهرة تراعي الفوارق الاقتصادية والإجتماعية وتخدم أدنى طبقات المجتمع، ولا تتسبب في حرمانه حق التعليم والمنافسة واختيار أفضل الكليات والجامعات ،

وهو مما يشجع أسر التلاميذ والطلاب على التفكير جدياً بالبقاء في المنافي وتدبير الحال في ظل مغريات تتمثل في الإستقرار الأكاديمي والتعليمي واللوجستي ، وثبات التقويم بشكل دائم وأن الدراسة في بعض الدول خاصة مصر ووفق مناهجها ومدارسها محكومة بضوابط صارمة تعد أرخص وأفضل من الأرقام الفلكية المطروحة في السودان… مع توفر فرص النقل والترحيل وإحتياجات الطلاب من حيث المقررات والمراجع والمكتبات بصورة أسهل وأيسر.

نتمنى رؤية كلية شاملة تربوية واكاديمية وتعليمية ووطنية تخرج بحلول جذرية ولا تستسهل المعالجات بزيادة الرسوم وإضافة الأعباء والمتاعب على أولياء الأمور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى