
الدور الإعلامي في مجابهة الشائعات..
محمداحمد ميجو..
الحروبات هي من الظواهر الإنسانية المعقدة التي لا تعتمد فقط على القوة العسكرية والاقتصادية فحسب فهي تعتمد على أدوات نفسية اعلامية تعمل على ضرب العدو في عقله ومعنوياته ومزاجه قبل تحييد قادته او سلاحه ولعل أبرز هذه الأسلحة الناعمة سلاح
الشائعة فهي في زمن الحرب ليست مجرد كلمة تقال او نشر يوثق بل هي سلاح يقتل الثقة ويدمر الروح ويقلب الواقع عكس ما مخطط له.. وهي كمفهوم استعاضي تمثل أداة استراتيجية موجهة بوصفها معلومة يتيمة المصدر واسعة الانتقال بين الناس عصية التتريس ..
فالتصدي للشائعات امر بالغ الأهمية لا يقل تأثيرا عن دور متحركات القتال وتجهيز الجيوش وهنا يبرز الدور الريادي للمؤسسات الإعلامية للدولة فالإعلام التقليدي المتمثل في المذياع والصحف الورقية ما عاد مواكبا لسرعة العصر والأحداث فلابد من البحث عن وسائل أكثر مواكبة (فدهن النعام بمسكو جلدو)!!! .. يحتم على الدولة عمل منصات رقمية عبر الميديا (غرف اعلامية رقمية على كل المستويات)-الفضاء الاسفيري بالغ المدي- لابراز الواقع الآني للحرب للتقليل من قبول الشائعة وكبح مداها وذلك بالعمل على…
1/التحقق قبل التصديق والاعتماد للمعلومة..
2/عدم إعادة نشر الشائعة..
3/نشر الحقائق من مصادرها الموثوقة..(البيانات الرسمية)
4/زيادة الوعي والتثقيف المجتمعي..
5/الابلاغ عن الاخبار (المضروبة)..
دفعني الي الكتابة ذلك السلوك الواعي لوالي ولاية شمال كردفان إبان سريان احدي الشائعات التي كادت ان تعصف باستقرار وهيبة مدينة الابيض ومواطنها المحب. فما كان منه -اي الوالي – الا خرج للناس شاهرا حقائقه مبينا فرية ما يزعمون في أكثر أسواق مدينة الابيض ازدحاما واعقبه بمؤتمر صحفي محضور تلقفته وسائل الإعلام المقرؤء والمسموع فكان بردا وسلاما على مواطني مدينة الابيض والمهتمين.. فالابيض من المدن التي تحصنها بعد الله محبات اهلها وصدق الانتماء..
فالشائعات هي أوضح مطايا الفوضى واحداث الارتباك..!!











