الاخبار الرياضية

نسرين محمد إبراهيم تكتب : دوري أبطال إفريقيا… مجد القارة وسحر المنافسة

خرطوم سبورت

دوري أبطال إفريقيا… مجد القارة وسحر المنافسة

كتب / نسرين محمد إبراهيم

من قلب القارة السمراء، حيث تختلط العواطف بالعزيمة، وتتحول الكرة إلى قصة انتماء وهوية، يسطع بريق دوري أبطال إفريقيا، البطولة التي تجمع شعوب القارة على شغف واحد، وتمنح الأندية فرصة كتابة أسمائها بحروف من ذهب في سجل التاريخ الكروي الإفريقي.
هي ليست مجرد بطولة، بل ملحمة كروية تحمل في طياتها التحدي والإصرار والحلم الكبير بالسيادة القارية.

من البدايات إلى المجد… تاريخ البطولة

بدأت الحكاية في عام 1964 تحت اسم كأس الأندية الإفريقية البطلة، وكانت الفكرة حينها بسيطة: أن يلتقي أبطال الدوريات الإفريقية في بطولة واحدة تُحدد من هو الأقوى على مستوى القارة.
في تلك الفترة كانت الملاعب متواضعة والإمكانات محدودة، لكن الشغف الإفريقي كان أقوى من كل الظروف.

ومع مرور الوقت، ازدهرت البطولة وأصبحت من أهم المسابقات القارية في العالم، ففي العام 1997 غيّر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) اسمها إلى دوري أبطال إفريقيا، مع تطبيق نظام جديد يعتمد على دور المجموعات بدلا من نظام خروج المغلوب.

منذ ذلك الحين بدأت البطولة تدخل مرحلة احترافية، سواء من حيث الجوائز المالية، أو البث التلفزيوني، أو التغطية الإعلامية، وأصبحت منصة لصناعة النجوم الذين انتقلوا لاحقا الى الدوريات الأوروبية، ليحملوا معهم راية إفريقيا إلى العالمية.

تطور نظام المنافسة

في بداياتها، كانت البطولة تُقام بنظام الذهاب والإياب بين أبطال الدوريات فقط، حتى يصل فريقان إلى النهائي.
ومع توسع اللعبة في التسعينيات، أُضيف نظام المجموعات ليمنح الأندية الإفريقية فرص أكبر للتطور.

نظام المنافسة لبطولة دوري أبطال افريقيا:

وتبدأ المسابقة عادة بالأدوار التمهيدية التي تشهد مشاركة الأندية من الدول الأقل تصنيفا ، قبل الوصول إلى دور المجموعات الذي يضم 16 فريقا يتم تقسيمهم إلى أربع مجموعات.

ويتأهل أول وثاني كل مجموعة إلى دور ربع النهائي الذي يُلعب بنظام الذهاب والإياب، ثم نصف النهائي، وصولا إلى المباراة النهائية التي كانت تُقام بنظام الذهاب والإياب حتى عام 2019، قبل أن يقرر الاتحاد الأفريقي، اعتماد مباراة واحدة نهائية تُقام على ملعب محايد يحدده الكاف كل موسم، قبل العودة للنظام القديم بخوض مباراتين ذهاب وإياب
.

الأبطال عبر التاريخ:

تاريخ البطولة مليء بالأمجاد:

الأهلي المصري يتربع على العرش بـ 12 لقيا.

الزمالك المصري ب 5 ألقاب.
مازيمبي الكونغولي 5القاب

الترجي التونسي ب4 ألقاب.

الوداد المغربي ب3 ألقاب.

بطل اخر نسخة :
نادي بيراميدز المصري هو المتوج بلقب بطل دوري أبطال أفريقيا النسخة الأخيرة بعد فوزه على صنداونز الجنوب افريقي في المباراة النهائية

لكن الجميل في دوري الأبطال أنه لا يعترف بالثوابت — فكل موسم يحمل مفاجأة جديدة، ونادٍ جديد يكتب تاريخه بين الكبار
فتولد أسطورة جديدة فمن مدافع مجهول الي بطل او حارس ينقذ فريقه و يحرس عرينه بكل شجاعة او مدرب يرسم التاريخ بخطة جريئة.

القرعة الأخيرة ومجموعة الهلال السوداني:

ضمت المجموعة الأولى كل من : نهضة بركان المغربي – بيراميدز المصري – ريفرز يونايتد النيجيري – باور ديناموز الزامبي

اما المجموعة الثانية: الأهلي المصري – يانج أفريكانز التنزاني – الجيش الملكي المغربي – شبيبة القبائل الجزائري

والمجموعة الثالثة: ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي – الهلال السوداني – مولودية الجزائر -سان ليبوبو الكونغولي

و المجموعة الرابعة: الترجي التونسي – سيمبا التنزاني – بيترو أتلتيكو الأنجولي – الملعب المالي
أوقعت الهلال السوداني في المجموعة الثالثة إلى جانب:
ماميلودي صنداونز من جنوب إفريقيا
مولودية الجزائر
سانت لوبوبو من الكونغو الديمقراطية

القرعة وُصفت بأنها من أصعب المجموعات، لما فيها من توازن وقوة بين الأندية الأربعة.
الهلال يدخل المنافسة بروح جديدة، مدفوعا بتاريخه العريق
وطموحه الكبير و عينه على القلب القاري الكبير.

القيمة المادية والفنية للبطولة:
بطولة دوري أبطال إفريقيا ليس فقط مجرد منافسة من أجل الكأس، بل مشروعا رياضيا وقتصاديا
الاتحاد الإفريقي رفع قيمة الجوائز المالية بشكل كبير في السنوات الأخيرة، حيث يحصل البطل على ما يقارب 4 ملايين دولار أمريكي، بينما يحصل الوصيف على نحو 2 مليون دولار، وتتناقص القيمة لبقية المراكز حسب المرحلة التي يغادر فيها كل فريق.،
و أيضا هنا العائد الفني والإعلاني الكبير:
وهي زيادة شهرة النادي على مستوى القارة والعالم و.ارتفاع قيمة اللاعبين في سوق الانتقالات. وايضا جذب الرعاة والمستثمرين.
و الأهم من ذلك تعزيز سمعة الدوري المحلي الذي يمثله النادي البطل. بمعنى آخر، التتويج بلقب دوري الأبطال يفتح أبوابا ضخمة أمام النادي في كل الاتجاهات.

المنافسات التي يتأهل إليها البطل والآفاق التي تنتظره
.
يشارك بطل دوري أبطال إفريقيا في كأس السوبر الإفريقي مواجهة بطل الكونفدرالية الإفريقية
كأس العالم لIFA Club World Cup، حيث يمثل القارة السمراء أمام أبطال بقية القارات في بطولة عالمية كبرى تجمع نخبة أندية العالم.
وهذه المشاركة تفتح آفاقا واسعة للنادي، سواء من حيث الخبرة الفنية، أو الانتشار الإعلامي، أو القيمة التسويقية.
فهي فرصة لإثبات أن كرة القدم الإفريقية قادرة على مقارعة كبار أندية .

من القاهرة إلى الخرطوم، ومن الدار البيضاء إلى جوهانسبرغ، تصدح أصوات الجماهير بأغاني توحّد القارة خلف كرة تدور وتبهر،
لتبقى هذه البطولة رمزا للفخر، ورسالة بأن إفريقيا لا تنقصها الموهبة ولا الشغف… بل هي منبع الإبداع و العزيمة و التحدي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى