الاخبار

عبدالرحم سورتود يكتب : الحرب القارية نضيفها في العلوم السياسية

خرطوم سبورت

الحرب القارية نضيفها في العلوم السياسية
عبدالرحمن سورتود
……………..
سمع الناس عن الحروب العالمية التي كانت تجتاح العالم – كالحرب العالمية الاولى والثانية وحروب التاريخ الكبرى ” المغول والتتر ونابليون والاسكندر – ، وسمع الناس عن الحروب الاهلية – الحرب الاهلية الأمريكية والحرب الاهلية اللبنانية والحرب الاهلية الرواندية وغيرها – ولكن ما لم يسمعها الناس الى الان *الحرب القارية* !.
مناسبة المقال ومحفز كتابته ثلاثة تسجيلات صدرت في توقيت واحد :
الاول من احد مقاتلي التمرد يحتفل فيه بوصول افواج من قبائل معينة وهم عابرين من دول الجوار ليسوا كمقاتلين ، فليتهم كانوا مقاتلين – *أتمناه على بؤس ما اتمناه* – إنما احتفى بهم كسكان مستوطنين من مختلف الاعمار قادمين من عدة دول في القارة – تشاد ومالي وليبيا وافريقيا الوسطى – عبر فيه عن احتفائه بهم وبقدومهم ويحرض من هم خلفهم بالقدوم والاستيطان قي “*الاراضي المحررة* ” كما زعم !.
والتسجيل الثاني – في النظير المقابل تماما – تسجيل لم يجد حظه من التداول والانتشار رغم ما فيه من كلام جديد وخطير ، التسجيل لاحد “اللايفايتية ” الداعمين للقوات المشتركة ، بدا كلامه فيه بمقدمة ” واعية ” لتغير غاية الحرب القائمة الان وتبدل اهدافها من اقامة الدولة المدنية والحرية والعدالة والمساواة وازالة دولة56 – تبدلها – الى حرب استئصال عرقي ممنهج تصلح مثالا ” معياريا ” لتعريف الحرب العرقية لدارسي كليات العلوم السياسية ، – أو كما عبر . !
فهذا الشاب – مؤيد قوات المشتركة – قد “هيلع ” واستنجد بمعتصميهم في دول الجوار – تماما كما فعل مقاتل التمرد – ونادى بحواضنهم في دول الجوار ، فهم فيها “بطبيعة الحال” ..
ثم زاد لافتاً ان القبائل النيلية وذكر بالاسم – الشوايقة والدناقلة والمحس – قد حكموا السودان منفردين منذ اكثر من قرن وبعد الاستقلال في دولة56 ، وحكموا دارفور وغير دارفور – وصحيح انهم كانوا استغلايين وظلمة أشد الاستغلال والظلم ، فكانوا يحكمون السودان – منفردين – من شرقه الى غربه ومن شماله الى جنوبه وكانوا يحكمون اهالي تلك الهوامش في حكمهم ، وكانوا يستأثرون بالمناصب ويسرقون ثروات تلك الهوامش- ولكن مع هذا – يواصل في كلامه – لم يحصل منهم “إطلاقا ” انهم اتوا بحواضنهم وأهاليهم وسكان مناطقهم واستوطنوا بهم دارفور او كردفان او – حتى اراضي المهمشين في النيل الازرق وشرق السودان رغم ان اراضيهم ضيقة وقاحلة وفقيرة ، ورغم مقدرتهم حينها على الاستيطان ولكنهم لم يفعلوا ! .
أما التسجيل الاخير فلن اقف فيه كثيراً – ليس لانه تسجيل للجبوري – لن اقف فيه كثيرا لأنه لم يقل جديدا عن كلام رفيقه في تحريض عرب الشتات في القدوم الى ” الاراضي المحررة ” فقط انقله لأنه زاد بالقول بانهم ليسوا كالشوايقة والدناقلة – مقطوعين مبتورين محصورين في بقعة من الارض او شريط نيلي ضيق داخل ولاية من ولايات السودان .. انما هم أمة ممتدة عبر القارة يسكنون دولها ، حضرها وبواديها ، فكلها لهم وطن اصيل ، فلهم الحق في التنقل والانتقال فيها كما يشاؤون ، فمن مثلنا ٫ أو كما قال ! .
هذه التسجيلات – وفي توقيت واحد ومن دون سابق اتفاق بينهم بالتأكيد – لم تكن من قبيل العزف خارج اسرابهم إطلاقا، ولم تكن اصوات نشاذ او كلاما تعبويا يهتف به القادة امام جنودهم فتحمله الرياح ، إنما هي اصوات تعبر عن الذي يجري الان كسابقة وإضافة لنوع جديد في انواع الحروب *الحروب القارية* ” يهديه جيلنا الستيني التعيس في خواتيم انقراضه ..
*وسورتود يحييكم*

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى