مقالات

عبدالرحمن سورتود يكتب الفاشر وشرط الانفصال !

خرطوم سبورت

الفاشر وشرط الانفصال !

كتب/ عبدالرحمن سورتود

………………………………

كتبت في المقال السابق والذي كان بعنوان ” الفاشر يا صنوة العاصمة ” أن التمرد بعد انهزامه وخروجه من جميع مدن ومناطق ولايات الخرطوم والجزيرة والنيل الأبيض قد غير مشروعه وقلصه من حكم كل السودان الى حكم إقليم دارفور فقط .. لذا ، قد كثفوا هجومهم على الفاشر في الآونة الأخيرة.. ليجعلوا من الفاشر نقطة الانطلاقة لمشروعهم الانفصالي ..

وكثيرون – عن وعي وقصد ، أو عن جهل وتبسيط – قد ساروا معهم في هذا الاعتقاد.. اعتقاد أنه يكفي لعملية الانفصال احتلال مدينة كمدينة الفاشر ، وفقط !

مستسهلين بذلك عملية انفصال دولة عن الدولة الأم .. وربما شفعوا هذا التبسيط والاستسهال بأمثلة وسوابق لانفصال دول .. كانفصال جنوب السودان .. وانفصال ارتريا عن اثيوبيا .. وانفصال جمهورية شمال الصومال عن الصومال .. وأخرى .. فيقيسون حالة إقليم دارفور ووضعه بهذه الحالات والسوابق ..

ولا يعلمون أن الشرط الاول في نجاح انفصال تلك الحالات لم يكن شرط السياسة والحروب ، ولا اختلاف الثقافة والتاريخ بل ولا الجغرافيا والحدود ، ولا عدم وجود الموانئ والمخارج – كما يتكرر دائما في مواضيع الانفصال. !

إنما الشرط الاول لنجاح كل هذه الحالات هو ” السكان ” ولا شيء غير السكان ، ورضاهم عن انفصال اقليمهم عن الدولة الأم !

لتأتي – بعد هذا الشرط – بقية الشروط كشروط داعمة ومساعدة لشرط “رضا السكان” ..

فكل الامثلة والنماذج وسوابق الانفصال التي حصلت إنما حصلت لأن سكان الأقاليم التي انفصلت كانوا على اجماع تام على مطلب الانفصال ، وجميع الإستفتاءات التي تمت بها سوابق الانفصالات المذكورة كانت نسبة اختيار السكان فيها – لخيار الانفصال – مقاربة جداً لنسبة المئة الكاملة .. والشواهد كثيرة ..

فان يسعى التمرد لفصل إقليم دارفور ويجري إليه “جري الوحوش” فلن يتم لهم ، مادامت الغالبية من سكان الاقليم يرفضون الانفصال ، فلن يتم انفصالٌ بالغصب والإكراه ، ولا برغبة حفنة من بعض حواضن التمرد ” النشاز ” في دارفور ، ولا يتم الانفصال باحتلال المدن وإن كانت مدنا في حجم وأهمية الفاشر – هذا إن تم لهم الاحتلال – وهيهات !.

وسورتود يحييكم ،،،،،

تابعنا على واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى