مقالات

عصام أبومدينة يكتب : الفريق شمس الدين كباشي والحضور الميداني الذي ارعب الجنجويد

خرطوم سبورت

عصام أبومدينة يكتب

الفريق شمس الدين كباشي والحضور الميداني الذي ارعب الجنجويد

 

زيارة نائب القائد العام ورئيس مجلس السيادة إلى مدينة الأبيض لم تكن حدثًا بروتوكولياً عابراً، بل خطوة سياسية وعسكرية ذات رسائل عميقة. فاختيار الأبيض، وهي القلب الاستراتيجي الرابط بين الوسط والغرب، يكشف عن رؤية واضحة بأن المعركة مع مليشيا الدعم السريع المتمردة قد دخلت مرحلة جديدة.

 

القائد العسكري لم يذهب إلى الأبيض ليصافح أو يلتقط الصور، بل ليؤكد أن القيادة العليا موجودة في الخطوط الأمامية، وأنها تتابع تفاصيل المعركة عن قرب. هذه الخطوة وحدها كفيلة بأن تربك حسابات الجنجويد الذين اعتادوا على استغلال الفراغات الأمنية. ظهوره في الميدان أشبه برسالة صريحة: الجيش لن يترك الغرب رهينة للفوضى، وهو مستعد لإعادة رسم الخريطة بقوة الحديد والنار إن تطلّب الأمر.

 

ارتباط الزيارة بحسابات التوقيت يعكس عقلية تخطط ولا تترك الأمور للمصادفة. فمع انحسار موسم الأمطار، تُفتح الطرق أمام تحركات واسعة النطاق، ما يجعلها بمثابة إعلان غير مباشر أن العمليات العسكرية الكبرى باتت على الأبواب. والوفد المرافق الذي ضم قيادات من الأجهزة الأمنية والعسكرية المختلفة يوضح أن الأمر ليس تفقداً عادياً، بل جزء من خطة تكاملية لإعادة ترتيب مسرح العمليات وتوحيد الجهد نحو معركة الحسم.

 

ولم يكن البعد الرمزي للزيارة أقل أهمية. فظهور الرجل في الأبيض أرسل رسائل طمأنة قوية للمواطنين الذين أنهكتهم الفوضى والانفلات، وأعاد إليهم الإحساس بأن الدولة لم تتخلَّ عنهم. كما أن وجوده بين الجنود عزّز من معنوياتهم وأشعرهم أن القيادة معهم في الخندق ذاته، وأن معركة الكرامة ليست معركة جنود ميدانيين فقط، بل هي معركة وطن يتقدمها قادته.

 

لقد بدا نائب القائد العام رمزاً للقوة والصلابة، يزرع الرهبة في نفوس الجنجويد بحضوره الميداني قبل كلماته. ظهوره على أرض المعركة أعاد التأكيد أن الجيش ما زال يمسك بزمام المبادرة، وأن كردفان ودارفور ليستا ساحة تفاوض أو مساومة، بل أرض سودانية خالصة ستعود لحضن الدولة شاء المتمردون أم أبوا.

 

إن هذه الزيارة لم تكن مجرد جولة عابرة، بل اعلاناً صريحاً بأن ساعة الحسم قد اقتربت، وأن معركة استرداد كردفان ودارفور أصبحت قدراً محتوماً. لقد حملت رسالة لا لبس فيها: لا مساومة على الأرض ولا تهاون مع المتمردين، فالجيش ماضٍ في طريق النصر حتى تندحر فلول الجنجويد وتعود هيبة الدولة كاملة غير منقوصة. إنها خطوة كتبت بلغة القوة والإرادة أن السودان عصيّ على الانكسار، وأن راية جيشه ستظل مرفوعة حتى آخر شبر من ترابه.

 

نصر الله قواتنا المسلحة والقوات المساندة لها، وحمى السودان من كل باغٍ ومتمرد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى