
أنين قلم
———
✍🏻/حسن اسماعيل تومين
———————–
أيها الأحبة الأكارم تحية وإحتراما لمن لم يخن وإستمسك بحبه لوطنه وربط على قلبه وحفظ للجيرة حقها ولا تحية ولا إحترام لمن باع عمرا عشناه بتلك المحبة العمياء التى جعلتنا نظن أننا أبناء رحم واحد حتى إستبعدنا متاهات الغدر وضعف الأنفس فما كان لنا إلا أن أفردنا أجنحتنا لنحلق في سماوات التسامح بتلك العفوية لنهبط في أعالي الخيبات مكسوري الأجنحة منتوفي الريش بنفس الأيادي التي تُصافحنا وتلك القلوب التي حزنا لحزنها وحزنت لحزننا وباركت أفراحنا ونجاحتنا لسنين طوال جعلتنا نثق كل الثقة بمن حولنا ونؤمنهم على أنفسنا وكل مانملك ونعمل على تهيئة البيئة لهم ونُزين ملماتهم، فما كان جزائنا إلا خيانة رمت بكل أوصالنا وشتت شمل المحبة ليرتفع الأنين وتتملك الأحرف عنفوانية الشرود ونحيب السطور.
وها نحن نلتقي أحبتي ولعلكم عايشتم ما طرء على مدينة النهود ولربما قد كان البعض منكم يحمل صغاره على إكتافه هائم الوجه بين القرى والفرقان يبحث عن الأمان تاركا كل ممتلكاته خلفه لترتع فيها بهائم الغشاة المغتصبين عبر بوابات المتعاونين الخائنين وسُلة الشفشافة الذين إرتضوا لأنفسهم هذه المكانة الوضيعة فباعوا العشرة بأبخث الأثمان وإشترو الحقيقة المخفية ليخرجوا دون حياء يحددون مساكننا ووجهاتنا ويصنفوننا كأننا لم نكن إخوانهم فبعدا لهم ولإخائهم.
عزراً أيتها الأميرة:
وكيف لنا أن نعتزر ومن بيننا من إنتهك عزريتك ورمى بكل الأعراف تحت أقدام التتار لتطئ تلك الهيبة وتنحني شم الجباه بناءا على سياسة الإنتقام وجبروت الغل وتعقيدات الإثنيات وضبط العروق لينكشف الستار عما كانو يخفونه عنا
فما عاد الأنين إلا صور واضحة التفاسير وجلية المضامين وبسيطة الترجمة وكلٌ منا يمكنه قرائتها فالنهار لا يعتمه السحاب والّيل عنوانه المغيب.
ويبقى الأصل والأصيل:
حقا أننا مختلفون عن غيرنا فبرغم معتركات الألوان وتقاسيم الأجناس إلا أننا نكتنز كرما لا تعيقه القبليات ولا تحده الجهوية، فما حطينا برحالنا في رهط إلا ووجدنا رحابة وتلهف ينسينا مررات المسير خلال رحلة نزوحنا إلى أن وصلنا إلى وجهتنا، فأي مكاسب تزن هذا الكنز واي مقعد تُدمر لأجله كل هذه القيم وتباد إذاءه قرى وأرياف بفظاعة لم نسمع بها أبداً
ويبقى الأصل والأصيل فيصلا بين المطامع وضعف النفوس ومداد تُكتب به أعوام الأنين.
إتكاءة على ألم:
يحزننا أن نتكئ على ألم مرير سيرافقنا ما تبقى من حياتنا ونحن نبكي مودتنا التي وهبناها غير أهلها فرمونا بسهام الغدر مشردين وبكل وقاحة وبلا حياء يسئلون أين صرنا فنرد بقُصة يصحبها النحيب بأننا ها هنا صابرون وغدا كلمة أخرى.
ناصية خاصة:
أن بكاءنا على الشهيد ماهو إلا طموحا في اللحاق به، وأن نبكي على من باعنا ماهو إلا صدمة تعدل لنا المسير وتنهي مبادئ الثقة عندنا.
رحم الله شهداء مدينة النهود وشفى الجرحى والمصابين وعوضا جميلا عن الأموال والممتلكات وحتما سينتصر الوطن.
حتى نلتقي
الخميس/15/مايو/2025