مقالات

عبدالرحمن سورتود يكتب : العودة وفزاعة الكوليرا

خرطوم سبورت

العودة وفزاعة الكوليرا

كتب/ عبدالرحمن سورتود

………………………..

قناعة شائعة عند قطاع مقدر من الناس بأن من اهداف هذه الحرب تفريغ العاصمة من سكانها واحلالها بسكان آخرين …

وتبعاً لتلك القناعة يُقال إن أصحاب هذا الهدف لا يألون جهداً في تيئيس الناس في أي أمل لعودة الناس الى العاصمة ..

فكم مرة سمع الناس – من هؤلاء – كلاماً من قبيل : ” حتى إذا تحررت الخرطوم فسوف لن تصلح لسكن الناس الا بعد أعوام “..

وحينما سبق مواطنو أحياء الثورات في امدرمان بالعودة إلى أحيائهم راجت حينها أخبار – وفي توقيت واحد – عن وقوع دانات في بيوت مواطنين فيها لتخويف الناس وتيئيسهم عن العودة ؟!

أما فزّاعة الجثامين – فحدث ولا حرج – من كثرة ما تم تداولها من اخبار محبطة في موضوع العودة .. فكم مرة سمع الناس بالمقابر في البيوت ، وبالجثامين الملقاة في الطرقات ،،، !

كان الناس يسمعون من نوع تلك الأخبار التي تحُوُل بين المواطنين وعودتهم الى الخرطوم ..

ولكن مع كل هذه الفزاعات والتيئيس بأن الخرطوم سوف لن تتحرر ، فقد تحررت ! ..

وأن اصوات الدانات العشوائية وسقوطها على بيوت الناس لن تقف ولن تسكت ، فقد سكتت ووقفت !..

وبدأت فرق وزارة الصحة والدفاع المدني في العمل وظهرت نتائج جهودها ..

وظهرت مؤشرات وتباشير العودة ..

وبدأت طلائع العائدين من المواطنين تصل اليها .. .

وظن الناس أن الذين كانوا يبثون الأخبار المحبطة عن العودة قد سكتوا إلى الابد !.

ولكن الآن – وفجأة – يظهر خبر تم ضخه بكثافة لافتة ، وفي توقيت واحد مريب عن انتشار الكوليرا في الخرطوم في موجة من ” فزع ” التيئيس عن عودة المواطنين الى عاصمتهم المحببة !!

ولكن هيهات ، فالناس آيبون ، ولربهم حامدون ومتوكلون ..

وسورتود يحييكم ،،،،،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى