الإصابات الناتجة عن القصف: قراءة طبية في آثار الحرب على المواطن
الإصابات الناتجة عن القصف تمثل تحديًا طبيًا وإنسانيًا هائلًا، فهي ليست مجرد جروح قابلة للعلاج، بل هي صدمات جسدية ونفسية عميقة تترك أثرًا دائمًا في حياة الأفراد والمجتمعات.
أنواع الإصابات الجسدية الناتجة عن القصف
1. إصابات الانفجار (Blast Injuries):
تنقسم إلى:
• أولية: بسبب موجة الضغط الناتجة عن الانفجار، وقد تسبب تمزق الرئتين، وانفجار طبلة الأذن، وإصابات داخلية خفية.
• ثانوية: نتيجة الشظايا أو الأجسام المتطايرة، وهي الأكثر شيوعًا، وتشمل جروحًا مفتوحة، كسورًا، ونزيفًا.
• ثالثية: تحدث عند قذف المصاب بسبب موجة الانفجار، وتؤدي إلى إصابات دماغية رضية، أو كسور في العمود الفقري.
• رباعية: تشمل الحروق، استنشاق الدخان، أو إصابات كيميائية.
2. الحروق:
غالبًا ما تصاحب القصف، خاصة عند استخدام المتفجرات شديدة الاشتعال. الحروق قد تكون سطحية أو عميقة وتحتاج إلى رعاية متخصصة وقد تؤدي إلى الوفاة في الحالات الشديدة.
3. الإصابات البالستية:
الناتجة عن الرصاص أو الشظايا الكبيرة، وتسبب اختراقات للأعضاء، وكسور مفتوحة، ونزيف داخلي.
4. إصابات الأطراف:
• البتر الجزئي أو الكلي نتيجة الانفجار أو الشظايا.
• الكسور المعقدة التي تتطلب جراحة ترميمية عاجلة.
• إصابات الأوعية الدموية التي قد تهدد الحياة أو تستدعي البتر السريع.
ثالثًا: الآثار النفسية والعصبية
لا تقتصر آثار القصف على الأجساد، بل تتعداها إلى الأذهان:
• الصدمة النفسية الحادة (Acute Stress Disorder).
• اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، وهو شائع جدًا بين المدنيين الناجين.
• الاكتئاب، القلق، واضطرابات النوم.
• الكوابيس والرهاب من الأصوات العالية، خاصة عند الأطفال.
رابعًا: التحديات الطبية في التعامل مع الإصابات الناتجة عن القصف
1. نقص الكوادر الطبية .
2. ندرة الأدوية والمعدات الجراحية.
3. صعوبة الإخلاء السريع للمصابين
4. الضغط الهائل على أقسام الطوارئ.
5. الدعم النفسي والتأهيل طويل الأمد للمصابين.
خامسًا: الاستجابة الطبية المثلى
• الفرز الطبي السريع (Triage) لتحديد الأولويات.
• الرعاية الجراحية المبكرة للحالات الحرجة.
• نقل الدم والسيطرة على النزيف كأولوية قصوى.
• العلاج النفسي الفوري وتقنيات الدعم النفسي الاجتماعي.
• برامج إعادة التأهيل الجسدي والنفسي للمصابين بعد الاستقرار.
